فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) يعني عبد الله بن أبيّ (يُسارِعُونَ فِيهِمْ) وفي ولايتهم (يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ) [سورة المائدة ، الآية : ٥٢] (١).
الآية : ٥٥ ـ قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا).
قال جابر بن عبد الله : جاء عبد الله بن سلام إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله ، إن قوما من قريظة والنضير قد هاجرونا وفارقونا ، وأقسموا أن لا يجالسونا ، ولا نستطيع مجالسة أصحابك لبعد المنازل. وشكا ما يلقى من اليهود ، فنزلت هذه الآية ، فقرأها عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء (٢).
وعن محمد بن مروان ، عن محمد السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه قد آمنوا ، فقالوا : يا رسول الله ، إن منازلنا بعيدة ، وليس لنا مجلس ولا متحدث ، وإن قومنا لما رأونا آمنا بالله ورسوله وصدقناه رفضونا ، وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا ، فشق ذلك علينا. فقال لهم النبي عليهالسلام : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) الآية ، ثم إن النبي صلىاللهعليهوسلم خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع ، فنظر سائلا ، فقال : «هل أعطاك أحد شيئا». قال : نعم ، خاتم من ذهب. قال : «من أعطاك». قال : ذلك القائم ، وأومأ بيده إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فقال : «على أي حال أعطاك؟» قال : أعطاني وهو راكع ، فكبر النبي صلىاللهعليهوسلم ثم قرأ : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) (٥٦) [سورة المائدة ، الآية : ٥٦] (٣).
الآية : ٥٧ ـ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً).
قال ابن عباس : كان رفاعة بن زيد وسويد بن الحارث قد أظهرا الإسلام ، ثم نافقا ، وكان رجال من المسلمين يوادونهما ، فأنزل الله تعالى هذه الآية (٤).
__________________
(١) النيسابوري ، ١٦٧ ـ ١٦٨ ، والسيوطي ، ١٠٥ ـ ١٠٦ ، وتفسير القرطبي ، ج ٦ / ٢١٦ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٢ / ٦٩.
(٢) زاد المسير لابن الجوزي ، ج ٢ / ٣٨٢ ـ ٣٨٣.
(٣) النيسابوري في أسباب النزول ١٦٩ ، وفي سنده محمد بن مروان ضعيف ، وقال الرّازي : متروك.
(٤) تفسير الطبري ، ج ٦ / ١٨٧ ، وزاد المسير ، ج ٢ / ٣٨٥ ، وانظر تفسير القرطبي ، ج ٦ / ٢٢٣.