لا إله إلا الله ، محمد رسول الله. ويسلم عليهم ، قال أسامة : فلما قدمت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم أخبرته ، فقال : «قتلت رجلا يقول لا إله إلا الله؟» فقلت : يا رسول الله ، إنما تعوذ من القتل. فقال : «كيف أنت إذا خاصمك يوم القيامة بلا إله إلا الله؟» قال : فما زال يرددها عليّ : «أقتلت رجلا يقول لا إله إلا الله» حتى تمنيت لو أن إسلامي كان يومئذ ، فنزلت : (إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا) (١).
عن هشيم قال : أخبرنا حصين قال : حدثنا أبو ظبيان قال : سمعت أسامة بن زيد بن حارثة يحدث قال : بعثنا النبي صلىاللهعليهوسلم إلى حرقة بن جهينة ، فصبحنا القوم فهزمناهم ، قال : ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم ، فلما غشيناه قال : لا إله إلا الله ، قال : فكف عنه الأنصاري ، فطعنته برمحي فقتلته ، فلما قدمنا بلغ ذلك النبي عليهالسلام ، فقال : «يا أسامة ، أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟» قلت : يا رسول الله ، إنما كان متعوذا. قال : «أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟» قال : فما زال يكررها عليّ حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم (٢).
الآية : ٩٥ ـ قوله تعالى : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).
عن سهل بن سعد ، عن مروان بن الحكم ، عن زيد بن ثابت قال : كنت عند النبي صلىاللهعليهوسلم حين نزلت عليه : (لّا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون فى سبيل الله) ولم يذكر (أولي الضرر) فقال ابن أم مكتوم : كيف وأنا أعمى لا أبصر؟ قال زيد : فتغشى النبي صلىاللهعليهوسلم في مجلسه الوحي ، فاتكأ على فخذي ، فوالذي نفسي بيده ، لقد ثقل عليّ فخذي حتى خشيت أن يرضها ، ثم سري عنه ، فقال : «اكتب (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ)» فكتبتها (٣).
__________________
(١) أسباب النزول للنيسابوري ١٤٧.
(٢) صحيح البخاري برقم ٦٨٧٢ ، ومسلم برقم ١٥٨ ـ ٩٦.
(٣) رواه الشيخان في صحيحيهما. البخاري : التفسير / النساء ، باب : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ.) ، رقم : ٤٣١٦. فتغشى : فجاءه. يرضها : يدقها من الرض وهو الدق والجرش. سري عنه : انكشف عنه الوحي وذهب ما كان يعاني من شدته. وتفسير القرطبي ، ج ٥ / ٣٤١ ـ ٣٤٢ ، وتفسير ابن كثير ، ج ١ / ٥٤٠.