والاه وعاد من عاداه (١).
قال : فابتدر النّاس إلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يبكون ويتضرّعون ويقولون : يا رسول الله ما تنحّينا عنك إلّا كراهية أن نثقل عليك ، فنعوذ بالله من شرور أنفسنا وسخط رسول الله ، فرضي رسول الله صلىاللهعليهوآله عنهم عند ذلك.
٣٨ ـ حدّثني أبو القاسم الفضل بن محمّد بن عبد الله الأصفهانيّ ـ قدم علينا واسطا ـ إملاء من كتابه ـ لعشر بقين من شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وأربعمائة ـ قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن عمر بن المهديّ قال : حدّثنا سليمان ابن أحمد بن أيّوب الطبرانيّ قال : حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن كيسان الثقفيّ الأصفهاني (٢) قال : حدّثنا إسماعيل بن عمر البجليّ قال : حدّثنا مسعر بن كدام عن طلحة بن مصرف ، عن عميرة بن سعد قال : شهدت عليّا عليهالسلام على المنبر ناشدا أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «من سمع رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم غدير خمّ يقول ما قال فليشهد». فقام اثنى عشر رجلا منهم أبو سعيد الخدريّ ، وأبو هريرة ، وأنس بن مالك (٣) فشهدوا أنّهم سمعوا
__________________
(١) أخرجه بهذا السند ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ٥ / ٢١٣ عن شيخه العلامة الذهبي ، وهكذا أخرجه العلامة الثعلبي في تفسيره على ما في المناقب للشيخ عبد الله الشافعي مخطوط. ولجابر بن عبد الله حديث آخر من طريق عبد الله بن محمّد بن عقيل أخرجه ابن عقدة في حديث الولاية وعنه ابن عبد البر في الاستيعاب ٢ / ٤٧٣ ، وأخرجه العلامة الدمشقي في البداية والنهاية ٥ / ٢١٣ ، والحافظ الكنجي في كفاية الطالب ٦١ / ٦٢ ط الاميني ، وأخرجه حسام الدين الهندي في كنز العمال ٦ / ٣٩٨ قال : رواه البزار.
(٢) أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن كيسان الثقفي ، يعرف بابن شاذويه ، توفي ٢٩١ ، عنونه أبو نعيم في تاريخ أصفهان ١ / ١٠٧ وذكر هذا الحديث بمتنه وسنده.
(٣) قال العلامة الأميني قدس الله سره : إن أنسا كان ممن حول المنبر لا من شهود الحديث كما مر في هذه الرواية بلفظ أبي نعيم في الحلية ، وكذلك في بقية الأحاديث (راجع الغدير ١ / ١٨٢) وهو الذي أصابته دعوة الإمام عليهالسلام ، ففي هذا المتن تحريف واضح.
أقول : ولفظ أبي نعيم في الحلية ٥ / ٢٦ بعين سند المتن عن عميرة بن سعد هكذا قال : شهدت عليا على المنبر ناشدا أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله وفيهم أبو سعيد وأبو هريرة وأنس بن مالك وهم حول المنبر وعلي على المنبر ، وحول المنبر اثنى عشر رجلا هؤلاء منهم ـ إلى أن قال ـ : فقاموا كلهم فقالوا : اللهم نعم ، وقعد رجل ، فقال : ما منعك أن تقوم؟ قال : يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت ، فقال : اللهم إن كان كاذبا فاضربه ببلاء حسن ، قال : فما مات ـ