قوله صلىاللهعليهوآله : أعطي علي من الحكمة تسعة أجزاء :
٣٢٨ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان أخبرنا محمّد بن العبّاس بن حيويه إذنا حدّثنا أبو عبد الله الدّهّان حدّثنا محمّد بن عبيد الكنديّ حدّثنا أبو
__________________
ـ ١٢ و ١٦ و ٢٩ ج ٥ ص ٢٦ و ٢٨ و ٣٨ ، وابن ماجة في سننه كتاب النكاح ٥٦ ج ١ ص ٦٤٤.
وأقول : لفظ الحديث مضطرب ، فإنه لا يرى علاقة بين إعطاء السيف وبين أسطورة بنت أبي جهل ؛ فهل يعقل من رجل كبير عاقل جاوز الستين من عمره وهو شيخ بني زهرة ، أن يلتمس من علي بن الحسين مفخرة ميراثه من علي ـ وهو السيف الذي أعطاه رسول الله قبيل رحلته ـ ثم يجبهه بهذه القارصة الكاسرة؟ وهل كان فرق بين خروج هذه المفخرة عن بيته بالإعطاء وبين أن يغلبه عليه الأمويون؟
وأفظع من ذلك الثناء البالغ على صهره ربيع بن العاص في هذا الحديث ، وهو الذي بقي على شركه إلى عام الفتح ، وفرق النبي بينه وبين زينب زوجته ست سنين.
على أنه قد ذهب على جاعل الحديث ولادة مسور ، وقد ولد بمكة بعد الهجرة بسنتين ، فجعله غلاما محتلما ، قال ابن حجر في التهذيب ١٠ / ١٥١ : ووقع في صحيح مسلم من حديثه في خطبة علي لابنة أبي جهل قال المسور : «سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم وأنا محتلم يخطب الناس» فذكر الحديث ، وهو مشكل المأخذ ، لأن المؤرخين لم يختلفوا أن مولده كان بعد الهجرة ، وقصة خطبة علي كانت بعد مولد المسور بنحو من ست سنين أو سبع سنين ، فكيف يسمى محتلما انتهى.
بل وكيف يسمي رسول الله الاعظم بنت أبي جهل «ابنة عدو الله» فينبزها بهذا اللقب القارص ويسب أباها على رءوس الملأ من قومها وعشيرتها ، وهو الذي قال لأصحابه حين سمع أنهم قالوا لعكرمة بن أبي جهل «هذا ابن عدو الله» : «لا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي» بل ونهاهم أن يقولوا : «عكرمة بن أبي جهل» فإن هذا اللقب كان نبزا نبزه به المسلمون وإنما كان كنيته أبو الحكم ، فحاشا من الرسول الأعظم وهو على خلق عظيم كما أثنى عليه ربه بذلك ، أن يؤذي ابنة أبي جهل وعشيرتها ، ولعل فيهم عكرمة أخاها ويجبههم بهذه بهذه السّبة.
أم كيف يخطب علي بن أبي طالب ابنة أبي جهل من بني هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم وهو الذي وترهم يوم بدر وأحد : قتل يوم بدر مسعود بن أبي أمية بن المغيرة ، وهشاما أخاه ، وأبا قيس بن الوليد بن المغيرة ، وأبا قيس بن الفاكه بن المغيرة ، وحذيفة بن أبي حذيفة بن المغيرة وهم أبناء أعمامها الأقربين ، وقتل عبد الله بن المنذر بن أبي رفاعة بن عابد ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وأباه المنذر بن أبي رفاعة ، من بني أعمامها الأبعدين ؛ وقتل يوم أحد : أمية بن أبي حذيفة بن المغيرة ، أخا حذيفة بن أبي حذيفة الذي كان قتله يوم بدر ، وشهر سيفه يوم فتح مكة قبيل هذه الأسطورة على الحارث بن هشام عمها ليقتله فكف عنه لما أجارته أخته فاختة بنت أبي طالب فنجا من سيفه بعد ما لم يكد.
بل كيف يرضى بنو هشام بن المغيرة مع هذه الوقيعة فيهم حتى يستأذنوا رسول الله في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب على ما أخرج الإمام ابن حنبل في مسنده ٤ / ٣٢٨ ، ووافقه ـ