الأسديّ الدّهّان ، حدّثنا عليّ بن الحسين البزّار ، حدّثنا إسماعيل بن صبيح ، حدّثنا يحيى بن مسور ، عن عليّ بن حزوّر ، عن الأصبغ ، عن أبي سعيد الخدريّ ، يرفع الحديث أنّ فاطمة (عليهاالسلام) أتت النبيّ (صلىاللهعليهوآله) فقالت : عليك السّلام يا رسول الله! قال : وعليك السّلام يا بنيّة ، فقالت : والله ما أصبح ـ يا نبيّ الله ـ في بيت عليّ طعام ، ولا دخل بين شفتي طعام منذ خمس ، ولا لنا ثاغية ولا راعية ، ولا أصبح في بيته سفّة ، قال لها : ادني منّي ، فدنت فقال : أدخلي يدك بين ظهري ، فهوت فإذا هي بحجر بين كتفي النبيّ (صلىاللهعليهوآله) مربوطا بعمامته إلى صدره ـ فصاحت فاطمة صيحة شديدة ـ وقال : ما أوقد في دار محمّد نار منذ شهر.
ثمّ قال لها : أما تدرين ما منزلة عليّ منّي؟ كفاني أمري وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، وضرب بين يديّ بالسّيف وهو ابن ستّ عشرة سنة ، وقاتل الأبطال وهو بن سبع عشرة سنة ، وفرّج همومي وهو ابن اثنتين وعشرين سنة وحده ، وكان من معه خمسون رجلا.
فأشرق وجه فاطمة (عليهاالسلام) ولم تزل قدماها من مكانها حتّى أتت عليا ـ عليهالسلام ـ فإذا البيت قد أنار بنور وجهها ، وقال لها عليّ (عليهالسلام) : يا بنت محمّد لقد خرجت من عندي وجهك على غير هذا الحال؟ فقالت : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أخبرني بفضلك.
قوله ـ صلىاللهعليهوآله ـ : فاطمة بضعة مني
٤٢٩ ـ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار ، أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان المزنيّ ـ الملقّب بابن السّقّاء ـ الحافظ ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن الأشعث قال : حدّثني موسى بن إسماعيل ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمّد ، عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين ، [عن أبيه ، عن جدّه علي (عليهالسلام)] : أنّ فاطمة بنت رسول الله (صلىاللهعليهوآله) استأذن عليها أعمى فحجبته ، فقال لها النبيّ (صلىاللهعليهوآله) : لم حجبتيه وهو لا يراك؟ فقالت : يا رسول الله إن لم يكن يراني فأنا أراه ، وهو يشمّ