يشتري دقيقا فإذا هو بذلك الرجل بعينه معه دقيق ، قال : كم بدينار؟ قال : كذا وكذا! قال : كل ، فكال له فقال عليّ : والله لتأخذنّه ، ثمّ رمى به وانصرف.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : يا عليّ كيف كان أمر الدّينار؟ فأخبره أمره وما صنع ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أتدري من الرّجل؟ ذاك جبريل صلوات الله عليه ، وكان رزقا ساقه الله إليكم ، والّذي نفسي بيده لو لم تحلف ما زلت تجده ما دام الدّينار في يدك(١).
٤١٥ ـ أخبرنا أبو طاهر محمّد بن عليّ البيّع ، أخبرنا أبو عبد الله أحمد ابن محمّد بن عبد الله بن خالد الكاتب ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم الختّليّ ، حدّثنا عمر بن روح ، حدّثنا الحسين بن حميد بن الرّبيع ، حدّثنا عبد الله بن أبي زياد ، حدّثنا بشّار بن خالد عن جعفر بن سليمان ، عن أبي هارون العبديّ ، عن أبي سعيد الخدريّ ، قال : افتقر عليّ وفاطمة ، قالت فاطمة لعلي : ليس عندنا شيء فلو خرجت فطلبت ، قال : فخرج فوجد دينارا فعرّفه حتّى ملّ ، فلم يعرفه أحد ، قال فرجع إلى فاطمة فقالت : هل لك أن تستقرضه بدينار مكانه فأعنتنا به ، فأتى السّوق فإذا شيخ معه دقيق فأخذ منه دقيقا وردّ عليه الدّينار ، فأخذه وأخبر فاطمة ، فقالت : يرحم الله هذا الشيخ عرف قرابتك من رسول الله صلىاللهعليهوآله فرقّ لك ، فأكلوا الطعام ثمّ قالت له فاطمة : هل لك أن تستقرض الدّينار؟ فأتى السّوق فإذا الشيخ قائم معه دقيق ، فاشترى منه بالدّينار دقيقا وردّ عليه الدّينار ، فأخبر فاطمة (عليهاالسلام) بذلك فأكلوا الطعام ، ثمّ عاد الثالثة فاشترى منه بدينار فأعطاه الدّينار وحلف أن لا يأخذه.
قال أبو هارون : فحدّثني أبو سعيد الخدريّ بها فانصرفنا من عنده فإذا رجل من الأنصار فقال : ما خبّركم أبو سعيد؟ فخبّرناه بالحديث قال : فأخبركم
__________________
(١) أخرجه العلامة الكاشي في مناقبه المخطوط ١٧٥ من طريق مؤلفنا ابن المغازلي كما في ذيل الإحقاق ٨ / ٧١٠.