وفاته ومدفنه
الأقوال في وفاته متضاربة فهناك قول بأنه مات في سنة ٥٣٤ ذكر ابن الأثير في اللباب وتبعه الزبيدي في تاج العروس ، وقول بأنه مات في سنة ٤٨٣ وهو الذي صرّح به ونص عليه السمعاني حيث قال : غرق ببغداد في دجلة في صفر سنة ٤٨٣ وحمل ميّتا إلى واسط ودفن بها وهو الأوجه :
أ ـ لأنه اتصل بابن المؤلّف أبي عبد الله ابن المغازلي ، وسمع منه الكثير بواسط في نوبتين ، وكان يلازمه مدّة مقامه بواسط ، وأخذ منه ذيل تاريخ واسط لأبيه ، فالظاهر بل المقطوع أنه ذكر بالتفصيل من علة الوفاة ويومه ومدفنه وحمله ميتا إلى واسط نقلا عن ابن المؤلف ، وأهل البيت أدرى بما في البيت.
ب ـ المؤلف العلامة يروي أحاديث عن مشايخه ، ويؤرخ سماعها ، أو قراءتها ، وأحيانا إجازتها بالكتابة بين السنوات ٤٤٠ ـ ٤٣٣ ، والظاهر بحسب العادة بلوغه في تلك السنين مبلغ الرجال ولا أقلّ من ثلاثين (١) ، لأنه يبعد أن
__________________
(١) يؤيد ذلك أن ابن المؤلف أبا عبد الله ابن المغازلي توفي سنة ٥٤٢ وقد بلغ حد المعمرين : صرح بذلك شرف الإسلام شمس الدين ابن البطريق الأسدي الواسطي الحلي في مقدمة كتابه العمدة ص ١٠ ، ناقلا عن شيخه أبي بكر بن الباقلاني ، وهكذا عرفه الرئيس الأجل أبو الحسن بن الشرفية الواسطي ، راوي الكتاب ، في كلام له كما ترى نصه ص ٣٤٩ آخر هذا الكتاب ، ومعلوم أنه لا يكون معمرا إلا إذا كان ولادته حول السنة ٤٢٠ وهذا يؤيد أن أباه المؤلف قد كان ولد حول الأربع مائة ، فلو كان وفاته في سنة ٥٣٤ فقد كان هو أيضا معمرا ولم يذكره أحد بذلك.
ومما يؤيد ذلك أن السمعاني أبا سعد رحل إلى بغداد وما والاها في النوبة الأولى من جولتيه سنة ٥٣٠ وهو ابن ٢٤ سنة ، ودخل بغداد سنة ٥٣٢ ، وقد كان مقيما بها سنة ٥٣٤ ، (كما في المنتظم ١٠ / ٢٢٤ ، الأنساب ٣٠٨ ب ط مرجليوث) وفي تلك الجولة اجتاز واسطا واتصل بمحدثها ومسندها أبي عبد الله الجلابي ابن المؤلف لأول مرة ، ولازمه مدة مقامه بها ، وسمع منه الكثير منها ذيل تاريخ واسط لأبيه المؤلف وطالعه وانتخب منه ، فلو كان نفس المؤلف أبو الحسن ابن المغازلي حيّا خلال تلك الجولة ، خصوصا مدة مقام السمعاني ببغداد خلال عام ٥٣٢ ـ ٥٣٤ وما بعدها لاتّصل بالمؤلف ابن المغازلي نفسه ليسمع منه ، وحيث انه لم يتصل به مع كمال حرصه على طلب المشايخ نعرف من ذلك أنه لم يكن حيا ، ولذلك اتصل بابنه وسمع منه بواسطة.