مثلي! فأوحى الله إليه أن يا إبراهيم إنّي لا أعطيك عهدا لا أفي لك به ، قال : يا ربّ ما العهد الّذي لا تفي لي به؟ قال : لا أعطيك لظالم من ذرّيّتك ، قال إبراهيم عندها : (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ) قال النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : فانتهت الدّعوة إليّ وإلى عليّ لم يسجد أحد منّا لصنم قطّ ، فاتّخذني الله نبيّا واتّخذ عليّا وصيّا (١).
قوله (صلىاللهعليهوآله) لعلي : هذا وليي وأنا وليه :
٣٢٣ ـ أخبرنا أبو الحسن عليّ بن الحسين الصوفيّ إذنا ، قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ السّقطي ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ قال : حدّثنا أحمد بن القاسم بن مساور ، قال : حدّثنا إسحاق بن بشر قال : حدّثنا جعفر بن سعيد الكاهليّ عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : رأيت رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) آخذا بيد عليّ (عليهالسلام) وهو يقول : هذا وليّي وأنا وليّه ، سالمت من سالم وعاديت من عادى (٢).
__________________
(١) أخرجه من طريق مؤلفنا ابن المغازلي في تفسير اللوامع ١ / ٦٢٩ ط لاهور ، ورواه الحميدي من حديث ابن مسعود على ما في المناقب المرتضوي ٤١ ط بمبئي.
(٢) أخرجه العلامة الذهبي في ميزان الاعتدال ٢ / ٧٥ بالرقم ٢٨٩٠ نقلا عن مسند أبي يعلى الموصلي قال : حدثنا زكريا بن يحيى الكسائي ، حدثنا علي بن القاسم عن معلى بن عرفان ، عن شقيق ، عن عبد الله بن مسعود قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم آخذا بيد علي وهو يقول : الله وليي وأنا وليك ومعاد من عاداك ومسالم من سالمت ، وهكذا خرجه ابن حجر العسقلاني في لسانه ٢ / ٤٨٣ تارة ، وأخرى في ٤ / ٢٤٩ ترجمة علي بن القاسم نقلا عن ابن عدي.
وقد ورد الحديث بألفاظ متشابهة في موارد مختلفة كما مر بعض ذلك بالرقم ٧٣ و ٢٨٥ من هذا الكتاب ، وقال ابن أبي الحديد في شرحه على النهج ج ٤ ص ٢٢١ قاله رسول الله لعلي في ألف مقام.
ولا يذهب عليك أن كلام الرسول الأعظم «يا علي أنا حرب لمن حاربت وسلم لمن سالمت» يعرب عن كمال الاتحاد بينهما ـ صلوات الله عليهما ـ كما مر شطر من ذلك في قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «علي مني وأنا من علي» وكل ذلك يبتني على ما انعقد بينهما في صدر البعثة ـ يوم إنذار العشيرة ـ فقال (صلىاللهعليهوآلهوسلم) «أيكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم» فلم يجبه أحد إلّا علي فأخذ برقبته ثم قال : «إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا» راجع في ذلك مسند الإمام ابن حنبل ١ / ١٥٩ و ١١١ ، تفسير الطبري ١٩ / ٦٨ ، تاريخه ٢ / ٣٢١ ط دار المعارف بسندين ، الطبقات الكبرى لابن سعد ١ / ١٨٧ ط مصر و ١ ق ١ ق ١ ص ١٢٥ ط ليدن ، شرح النهج ٣ / ٢٥٤ وفي ـ