(صلىاللهعليهوآله) بساط من بهندف (١) فقال لي : يا أنس ابسطه فبسطته ثمّ قال : ادع العشرة فدعوتهم ، فلمّا دخلوا أمرهم بالجلوس على البساط ، ثمّ دعا عليّا فناجاه طويلا ، ثمّ رجع عليّ فجلس على البساط ثمّ قال : يا ريح احملينا! فحملتنا الرّيح ، قال : فإذا البساط يدفّ بنا دفّا ثمّ قال : يا ريح ضعينا ، ثمّ قال : تدرون في أيّ مكان أنتم؟ قلنا : لا ، قال : هذا موضع أصحاب الكهف والرّقيم ، قوموا فسلّموا على إخوانكم ، قال : فقمنا رجلا رجلا فسلّمنا عليهم ، فلم يردّوا علينا ، فقام عليّ بن أبي طالب فقال : السّلام عليكم معاشر الصدّيقين والشهداء ، قال : فقالوا : عليك السّلام ورحمة الله وبركاته ، قال : فقلت: ما بالهم ردّوا عليك ولم يردّوا علينا؟ فقال لهم عليّ : (عليهالسلام) ما بالكم لم تردّوا على إخواني؟ فقالوا : إنّا معاشر الصّدّيقين والشّهداء لا نكلّم بعد الموت إلّا نبيّا أو وصيّا ، قال: يا ريح احملينا فحملتنا تدفّ بنا دفّا ثمّ قال : يا ريح ضعينا فوضعتهم ، فإذا نحن بالحرّة ، قال : فقال عليّ : ندرك النبيّ (صلىاللهعليهوآله) في آخر ركعة ، فطوينا وأتينا وإذا النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) يقرأ في آخر ركعة : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) (٢).
__________________
(١) كذا ضبطه في المراصد وقال : بليد في آخر النهروان بين بادرايا وواسط من أعمال كسكر ، وفي أصل النسخة وهكذا عمدة ابن البطريق ١٩٤ «خندف» ، وفي طرائف السيد ابن طاوس ص ٢١ نقلا عن ابن المغازلي «خندق» وكلاهما تصحيف ، فإن السيد نقل الحديث في سعد السعود ١١٥ من تفسير أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني بإسناده إلى عبد الرزاق مثله بلفظه وفيه : «أهدى لرسول الله بساط من قرية يقال لها بهندف». وأخرج الحديث أبو جعفر السروي ابن شهرآشوب ـ المتوفى ٥٨٨ ـ في مناقبه ٢ / ٣٣٧ من كتاب ابن بابويه ، وأبي القاسم البستي؟ والقاضي أبي عمرو بن أحمد ، بالإسناد عن جابر وأنس ، وفي آخره «والبساط أهدوه أهل هربوق ... وكان في ملك باهندف».
وهكذا أخرجه الحافظ محمّد بن أبي الفوارس في كتابه الأربعين ص ٨ مخطوط ؛ وأخرجه العلامة المجلسي في البحار ج ٤١ ص ٢١٨ من كتاب الفضائل ص ١٧٣ ، وخلاصته المسمى بالروضة ٣٧ لأبي الفضل شاذان بن جبرئيل القمي ـ من أعيان المائة السادسة ـ وأخرجه العلامة البحراني في غاية المرام ٦٣٧ نقلا عن ابن شهرآشوب ؛ كلهم بالإسناد إلى الأعمش عن سالم ابن أبي الجعد في حديث طويل ، وفيه : «أهدى إلى النبي بساط من شعر من قرية من قرى الشام يقال لها باهندف».
(٢) أخرجه من طريق ابن المغازلي الشيخ محمّد بن يوسف البلخي الشافعي في الدر الثمين مخطوط على ما في ذيل إحقاق الحق للعلامة المرعشي ـ دامت بركاته ـ ٤ / ٩٨ ، وأخرجه أيضا ابن ـ