بيان ذلك : إنّ ما حكم بطريقيّته لعلّه قسم من الأخبار ليس منه بأيدينا اليوم الّا قليل كأن يكون الطريق المنصوب هو الخبر المفيد للاطمئنان الفعليّ بالصدور الذي كان كثيرا في الزمان السابق لكثرة القرائن ، ولا ريب في ندرة هذا القسم في هذا الزمان أو خبر العادل أو الثقة الثابت عدالته أو وثاقته بالقطع أو البيّنة الشرعيّة أو الشياع ، مع إفادته الظنّ الفعليّ بالحكم.
ويمكن دعوى ندرة هذا القسم في هذا الزمان ،
______________________________________________________
(بيان ذلك) أي : بيان إنّ الطريق المجعول من الشارع غير معلوم لنا ، بل مختف علينا هو : (إنّ ما حكم) الشارع
(بطريقيّته ، لعلّه قسم من الأخبار ، ليس منه بأيدينا اليوم الّا قليل) لا يكفي لأغلب الفقه.
وذلك (كأن يكون الطريق المنصوب هو الخبر المفيد للاطمئنان الفعلي بالصّدور) لا الاطمئنان النوعي ، ومثل هذا الخبر المفيد للاطمئنان الفعلي (الذي كان كثيرا في الزّمان السّابق) المعاصر لزمان الأئمة الطّاهرين ، وزمان الغيبة الصغرى ـ مثلا ـ وكان (لكثرة القرائن) يوجب اطمئنان الفقهاء بصحة الخبر.
(ولا ريب في ندرة هذا القسم في هذا الزمان) الذي ابتعدنا فيه عن تلك القرائن الحالية والمقالية ، وما أشبه.
(أو خبر العادل ، أو الثّقة الثّابت عدالته أو وثاقته بالقطع أو البيّنة الشرعيّة أو الشياع ، مع إفادته) أي خبر العادل أو الثقة أو الشياع (الظنّ الفعلي بالحكم) للمجتهد ، فانّ المجتهد اذا رأى خبر العادل أو الثقة أو الشياع على ما وصفناه ، ظنّ ظنّا فعليّا بالحكم الواقعي.
(ويمكن دعوى ندرة هذا القسم في هذا الزمان) ايضا ، كما قلنا بندرة القسم