من الحاجة إلى معرفة المرجع بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ـ مدفوع بالفرق بينهما ، كما لا يخفى.
وكيف كان : فيكفي في ردّ الاستدلال احتمال عدم نصب الطريق الخاصّ للأحكام وإرجاع امتثالها إلى ما يحكم به العقلاء وجرى عليه ديدنهم في امتثال أحكام الملوك والموالي
______________________________________________________
من الحاجة الى معرفة المرجع بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم) ومع ذلك اختفى المرجع بعد النبي ، بما انقسم المسلمون فيه الى يومنا هذا الى أقسام.
هذا الاحتمال (مدفوع بالفرق بينهما كما لا يخفى) فانّ اختفاء المرجع كان لشهوة الحكم والرئاسة ، بخلاف اختفاء الطّريق فانّه لا داعي لهذا الاختفاء.
إن قلت : فكيف اختفى علينا وضوء الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في انّه هل كان يتوضأ منكوسا أو مستويا ، مع انّه توضأ بين المسلمين مدة ثلاث وعشرين سنة ، وليس في الاختفاء هذا جهة رئاسة وشهوة؟.
قلت : سبب الاختفاء هو : انّ ، «الى» في قوله تعالى : (إِلَى الْمَرافِقِ) (١) آية الغسل أو المغسول؟ وليس في مسألة طريق الأحكام هذا السبب حتى يختفي كما اختفى الوضوء بالنّسبة الى اليدين.
(وكيف كان : فيكفي في ردّ الاستدلال ، احتمال عدم نصب الطريق الخاص للأحكام) من قبل الشارع (وإرجاع امتثالها) أي : الأحكام (الى ما يحكم به العقلاء) في كل الأعصار والأمصار (وجرى عليه ديدنهم) ودأبهم (في امتثال أحكام الملوك والموالي) فانّ الأمم والعبيد يتّبعون أوامر حكامهم والموالي
__________________
(١) ـ سورة المائدة : الآية ٦.