كما أنّ احتمال وجود المصلحة ، المتداركة لمصلحة الواقع في ظنّ لا يقدح في حكم العقل بحرمة العمل بالظنّ مع الانفتاح ، وقد تقدّم في آخر مقدّمات الانسداد ، ان العقل مستقل بوجوب العمل بالظنّ مع انسداد باب العلم ، ولا اعتبار باحتمال كون شيء آخر هو المتعبّد به غير الظنّ ، اذ لا يحصل من العمل بذلك المحتمل سوى الشكّ في البراءة ، أو توهّما ولا يجوز العدول عن البراءة الظنيّة اليهما.
وهذا الوجه وإن كان حسنا وقد اخترناه سابقا الّا أن ظاهر أكثر
______________________________________________________
(كما انّ احتمال وجود المصلحة ، المتداركة لمصلحة الواقع في ظنّ لا يقدح في حكم العقل بحرمة العمل بالظنّ مع الانفتاح) فالاحتمال لا ينفع لا في حال الانفتاح ولا في حال الانسداد.
هذا (وقد تقدّم في آخر مقدّمات الانسداد : ان العقل مستقل بوجوب العمل بالظنّ مع انسداد باب العلم) لانه لا طريق غير الظّن (ولا اعتبار باحتمال كون شيء آخر هو المتعبّد به غير الظنّ).
مثلا : احتمال ان تكون القرعة ، أو الجفر ، أو الرّمل ، أو النوم ، أو ما أشبه ذلك هو الطريق المتعبّد به لا ينفع في جعل هذه الامور طريقا في قبال الظنّ ، الذي جعله العقلاء طريقا عند الانسداد (اذ لا يحصل من العمل بذلك المحتمل) كونه طريقا شرعيّا عند الانسداد (سوى الشك في البراءة أو توهمها) اي : توهم البراءة (ولا يجوز العدول عن البراءة الظنيّة اليهما) اي : الى البراءة الشكيّة والبراءة الوهميّة ، فالاحتمال في مقابل الظنّ باطل عقلا.
(وهذا الوجه) السادس من أجوبة اشكال خروج القياس (وإن كان حسنا وقد اخترناه سابقا) في جواب وجه خروج القياس في حال الانسداد (الّا أن ظاهر اكثر