ورجعوا إلى اجتهاداتهم وآرائهم ، فقاسوا واستحسنوا وضلّوا وأضلّوا.
وإليهم أشار النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، في بيان من يأتي من بعده من الأقوام ، فقال : «برهة يعملون بالقياس».
والأمير عليهالسلام ، بما معناه : «إنّ قوما ثقلت عليهم الأحاديث أن يعوها فتمسّكوا بآرائهم» إلى آخر الرّواية.
وبعض منها إنّما تدلّ على الحرمة من حيث انّه ظنّ لا يغني من الحقّ شيئا.
______________________________________________________
وعلى أي حال : فان العامّة تركوا الأئمة عليهمالسلام في الفقه ، وفي سائر شئون الدنيا والآخرة (ورجعوا الى اجتهاداتهم وآرائهم ، فقاسوا واستحسنوا ، وضلّوا وأضلّوا) ، والفرق بين القياس والاستحسان : انّ القياس ، يقاس شيء على شيء ، بخلاف الاستحسان ، فانّه يستحسن المجتهد شيئا بدون أن يكون له شبه في الشريعة.
(وإليهم) أي : الى هؤلاء العامّة الذين تركوا الثقل الأصغر (أشار النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في بيان من يأتي من بعده من الأقوام ، فقال) صلىاللهعليهوآلهوسلم : (برهة يعملون بالقياس) ومعنى البرهة : مدة من الزمن.
(و) أشار إليهم (الأمير عليهالسلام بما معناه : إنّ قوما ثقلت عليهم الأحاديث أن يعوها ، فتمسكوا بآرائهم ، الى آخر الرّواية) إذ من الواضح : حفظ الحديث شيء مشكل ، أمّا القياس بما في أذهانهم فشيء سهل.
ثم إنّ بعضهم لم يتمكنوا أن يعوا النصوص ، حيث رأوها مخالفة لما في أذهانهم من الموازين المتعارفة عندهم ، فاعوزتهم أي : ضاق عليهم معرفتها ، فتركوها وأخذوا مكانها بالقياس.
(وبعض منها إنّما تدلّ على الحرمة من حيث انّه ظنّ لا يغني من الحق شيئا)