لأنّ المفروض الظنّ بكونه طريقا قائما مقام الواقع ، بحيث يتدارك مصلحة الواقع على تقدير مخالفته له ، فاحتمال مخالفة هذه الأمارات للواقع ، ولبدله موهوم في موهوم ، بخلاف احتمال مخالفة سائر الأمارات للواقع ، لأنّها على تقدير مخالفتها للواقع ، لا يظنّ كونها بدلا عن الواقع.
______________________________________________________
وإنّما يرجح كونه بدلا عن الواقع (لأنّ المفروض : الظنّ بكونه طريقا قائما مقام الواقع ، بحيث يتدارك مصلحة الواقع على تقدير مخالفته له) اي للواقع ، وذلك على ما سبق في أوّل الكتاب من المصلحة السلوكية.
(فاحتمال مخالفة هذه الأمارات للواقع ولبدله ، موهوم في موهوم) بينما الظنّ الذي لا يظن بحجيّته يكون في احتمال مخالفته موهوم واحد.
والى هذا أشار بقوله : (بخلاف احتمال مخالفة سائر الأمارات للواقع) أي : الأمارات التي لا يظن بحجيتها (لأنّها) اي : تلك الأمارات (على تقدير مخالفتها للواقع ، لا يظنّ كونها بدلا عن الواقع) فاذا كان في الظنّ بصلاة الجمعة ظنّان : ظنّ بأنه واقع وظنّ بانّه على تقدير أنّه لم يكن واقعا كان واقعا تنزيليا ، وكان في الظنّ بوجوب الدعاء عند رؤية الهلال ظن واحد فقط ، وهو : الظنّ بأنّه واقع ، لكن اذا لم يكن واقعا لم يكن ظنّ بانّه بدل من الواقع ، قدّم العقل الظنين على الظنّ الواحد.
وعليه : فيقدّم صلاة الجمعة على الدّعاء عند رؤية الهلال ، كلما دار الأمر بينهما ولم يتمكن من الجمع بينهما لتعسر أو تعذر.
هذا ، ولا يخفى : انّ المصنّف قد كرّر جملة : «لأنّ المفروض» ثلاث مرات :
الأولى : علّة لاقرب.
الثانية : علّة لرجحان المطابقة للواقع.
الثالثة : علّة لرجحان كونه بدلا.