الشائع إطلاقه في الكتاب ، حيث انّه يطلق غالبا في مقابل الايمان. وإمّا الخارج عن طاعة الله بالمعاصي الكبيرة الثابتة تحريمها في زمان نزول هذه الآية.
______________________________________________________
(الشائع) في (إطلاقه) أي في اطلاق الفاسق (في الكتاب) العزيز (حيث انّه) أي : الفاسق (يطلق غالبا في مقابل الايمان) كما في قوله سبحانه : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (١).
حيث قابل بين الايمان والفسق فيكون المراد بالفسق : الكفر.
وقال سبحانه : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ ، هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ ، وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا ، وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ ، وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ) (٢) ، حيث انّ الفسّاق من أهل الكتاب قوبلوا بالمؤمنين بالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقال سبحانه : (كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا ، أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (٣) ، وغيرها من الآيات.
والسّر في ذلك هو : إن الفسق بمعنى الخروج ، فهو يطلق على الكافر ، لأنّه خارج عن طاعة الله سبحانه وتعالى في العقائد الصحيحة ، كما ان فاسق المسلمين خارج عن طاعة الله سبحانه وتعالى في الاعمال الحسنة وان كانت عقيدته صحيحة.
وإنما قلنا : انّ اطلاق الفسق على الكفر مجاز شائع ، لانصراف الفسق الى : الفسق العملي ، لا العقيدي.
وعليه : فالمراد بالفاسق : إما الكافر ـ وقد مرّ ـ (وإمّا الخارج عن طاعة الله بالمعاصي الكبيرة ، الثابتة تحريمها في زمان نزول هذه الآية) وقد حصر المصنّف
__________________
(١) ـ سورة السجدة : الآية ١٨.
(٢) ـ سورة المائدة : الآية ٥٩.
(٣) ـ سورة يونس : الآية ٣٣.