ثمّ إنّ منشأ توهّم كونها من الظنون الخاصّة أمران أحدهما : ما يظهر من بعض ، من أنّ أدلّة حجّية خبر الواحد يدلّ على حجّيّتها بمفهوم الموافقة ، لأنّه ربما يحصل منها الظنّ الأقوى من الحاصل من خبر العادل.
وهذا خيال ضعيف تخيّله بعض في بعض رسائله ، ووقع نظيره من الشهيد الثاني في المسالك ، حيث وجّه حجّية الشياع الظنّي
______________________________________________________
الحكم ، كما اذا كانت هناك رواية ضعيفة لكن كان قول المشهور على طبق تلك الرواية ، فانهما معا يفيدان الحكم ، كما نقول أيضا : بأنّه اذا وصلت النوبة الى دليل الانسداد ، كانت الشهرة أيضا حجّة من باب الظنّ المطلّق ، وانّما الذي ننكره الآن في قبال صاحب الرياض ، هو القول : بأن الشهرة من الأدلة الخاصة أيضا.
(ثمّ انّ منشأ توهّم كونها) أي : الشهرة (من الظنون الخاصّة) وانها حجّة مطلقا كحجّية الخبر (أمران) : (أحدهما : ما يظهر من بعض) وهو : صاحب الرياض ـ كما نسب اليه ـ (من انّ ادلّة حجّية خبر الواحد ، يدلّ على حجّيتها) أي : الشهرة (بمفهوم الموافقة) أي : بالطريق الأولى ، فانه اذا كان خبر الواحد حجّة كانت الشهرة حجّة بطريق أولى ، لكن الخبر الواحد حجّة فالشهرة حجّة أيضا.
وذلك (لانّه ربما يحصل منها) أي : من الشهرة (الظنّ الاقوى من) الظنّ (الحاصل من خبر العادل) فاذا كان خبر العادل حجّة بالأدلّة الأربعة ، وانّه مفيد للظنّ ، كانت الشهرة أولى بالحجّية ، لأنّ الظنّ في الشهرة أقوى من الظنّ في الخبر الواحد.
(و) لكنّ (هذا خيال ضعيف ، تخيّله بعض) وهو : صاحب الرياض على ما نسب اليه (في بعض رسائله) المصنّفة في الشهرة وحجّيتها.
كما (و) قد (وقع نظيره) أي نظير هذا التخيّل (من الشهيد الثاني في المسالك ، حيث وجّه حجّية الشياع الظنّي) والشياع عبارة عن : قول جماعة