كما هو مقتضى اشتقاقه.
ويمكن أن يقال : إنّ المراد منه ما يعم الظهور العرفيّ الحاصل من الاطمينان الذي هو في مقابلة الجهالة.
______________________________________________________
الفعل ندمكم.
فمقتضى المفهوم : عدم وجوب تحصيل العلم في خبر العادل ، ومقتضى التعليل : وجوب تحصيل العلم في كل خبر غير علمي ، سواء كان عادلا او فاسقا ، فيتعارض عموم التعليل مع المفهوم.
لكن هذا التعارض فيما إذا فسّرنا التبيّن بمعنى العلم (كما هو) أي : ارادة العلم من التبيّن (مقتضى اشتقاقه) فان التبيّن مشتق من البيان ، والبيان بمعنى : الكشف والوضوح ، والكشف والوضوح انّما يكون مع العلم كما قال : بان الأمر إذا ظهر ، والظهور دائما يوجب العلم ، ومنه قوله سبحانه : (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ) (١) أي : يظهر لكم ظهورا علميا.
(ويمكن أن يقال : انّ المراد منه) أي من التبيّن : (ما يعمّ الظهور العرفي الحاصل من الاطمينان ، الذي هو في مقابلة الجهالة) ، فان الجهالة قد تقابل العلم ، وقد تقابل الأعم من العلم ، والاطمينان.
والمراد بالتبيّن هنا : الأعم من تحصيل الظهور الحقيقي المسمّى بالعلم ، والظهور العلمي المسمّى بالاطمينان ، فان العلم والعلمي كلاهما تبيّن ويقابلان الجهل ، اذ المراد بالجهل حينئذ : عدم تحصيل شيء من العلم والاطمينان ، بل الاكتفاء بمجرد الاحتمال والظنّ.
__________________
(١) ـ سورة البقرة : الآية ١٨٧.