ويكون تخصيص النّسوان بالذكر من بين الجهال لنكتة خاصّة أو عامّة لاحظها المتكلّم.
وما نحن فيه من هذا القبيل ، فلعلّ النكتة فيه التنبيه على فسق الوليد ، كما نبّه عليه في المعارج.
______________________________________________________
(و) إن قلت : فلما ذا خصص النهي ، بالأدوية التي يصفها النسوان؟.
قلت : (يكون تخصيص النسوان بالذكر ، من بين الجهّال) بعلم الطب بالأدوية والأمراض (لنكتة خاصة ، أو عامة لاحظها المتكلّم) فالنكتة الخاصة : لعلّة عاطفية المرأة ، حيث انها تغلب عليها العاطفة بخلاف الرجل الذي هو عقلائي.
والنكتة العامة : لعلّه غلبة توصيف النساء الأدوية ، دون الرجال ، فالغلبة عامة وفي أي مورد حصلت الغلبة ، أوجبت إلحاق غير الغالب بالغالب.
(وما نحن فيه) من الآية المباركة ، حيث اشتملت على التعليل العام ، وعلى المورد الخاص (من هذا القبيل).
فان قلت : إذن كان ينبغي أن يقال : إن جاءكم خبر تبينوا ، لأنّ احتمال الندم عام في خبر العادل والفاسق ، فلا وجه لذكر الفاسق؟.
قلت : (فلعلّ النكتة فيه) أي : في ذكر الفاسق بصورة خاصة ، مع أنّ التعليل عام شامل للعادل والفاسق معا (التنبيه على فسق الوليد ـ كما نبّه عليه) المحقّق (في المعارج) (١) فهو مثل : اطعم الجائع حيث يكون الاطعام لكل فقير ، وإنّما يذكر الجائع ، للتنبيه على أنّ هذا الفقير بالخصوص جائع ايضا.
أو لعل النكتة : إنّ الفاسق أولى بالتبيّن في خبره من غيره ، فيكون مثل قوله
__________________
(١) ـ معارج الاصول : ص ١٤٤.