في اصول الدين ، مثل مسائل الغلوّ والجبر والتفويض التي ورد فيها الآيات والأخبار النبويّة ، وهذه الأخبار غير موجودة في كتبنا الجوامع ، لأنّها اخذت عن الاصول
______________________________________________________
في اصول الدّين ، مثل : مسائل الغلوّ ، والجبر ، والتفويض) والتجسيم والتشبيه ، وما الى ذلك (التي ورد فيها الآيات والأخبار النبويّة) الناهية عن ذلك.
فالآيات ، مثل قوله عزوجل : (تَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (١) حيث انّه خلاف الغلوّ.
وقوله تعالى : (قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ) (٢) حيث انه خلاف التفويض.
وقوله سبحانه : (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ ، إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (٣) فانه خلاف الجبر.
وقوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (٤) حيث انه خلاف التجسيم والتشبيه ، الى غير ذلك.
إذن : فالروايات الواردة في اصول الدين الدالة على مثل الغلوّ وما أشبه تخالف الكتاب ، ولهذا فهي : زخرف وباطل ، ويجب ان يضرب بها عرض الحائط ، وانهم لم يقولوها ، وانها ليست من كلامهم ، ولا من حديثهم ، والى غير ذلك.
(وهذه الأخبار) التي ذكرناها : من إنها وردت في الغلوّ ، والجبر ، والتفويض ، وما أشبه ذلك كثيرة إلّا إنها (غير موجودة في كتبنا الجوامع) الأربعة وغيرها (لأنّها) أي : هذه الجوامع ، من الفقيه ، والاستبصار ، والتهذيب ، والكافي (اخذت عن الاصول) الأربعمائة ، بل وغيرها أيضا ، ممّا ثبت انتسابها إلى
__________________
(١) ـ سورة النمل : الآية ٦٣.
(٢) ـ سورة الرعد : الآية ٣٣.
(٣) ـ سورة الانسان : الآية ٣.
(٤) ـ سورة الشورى : الآية ١١.