بعد تهذيبها من تلك الأخبار.
وأمّا الثانية : فيمكن حملها على ما ذكر في الاولى ، ويمكن حملها على صورة تعارض الخبرين كما يشهد به مورد بعضها ،
______________________________________________________
أصحاب الأئمة عليهمالسلام (بعد تهذيبها من تلك الأخبار) الباطلة.
فانّ الاصول الأربعمائة وغيرها ، قد هذّبت من بين الأخبار ونقّحت ، بحيث أصبحت اصولا نظيفة ، فجمع منها المجاميع المعتمدة لدى الشيعة الى يومنا هذا.
بل يمكن أن يقال : انه كانت هناك أخبار أخر ، في الاصول ، بل وفي الفروع أيضا ، مخالفة للقرآن ، والسنّة المعلومة ، مثل : خبر «سيّدا كهول أهل الجنة ، وسراجا أهل الجنة» مقابل : «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة» (١) ، ومثل الطّلاق يجوز بدون شهود عدول ، وانه يقع ثلاثا في مجلس واحد ، وما أشبه ذلك.
ولا يخفى : ان السنّة المعلومة دلّت على ان الجنة لا تحتاج الى سراج ، وليس فيها الّا الشباب ، كما ان القرآن يقول : بلزوم الشهود في الطّلاق ، وانّ اللّازم ثلاث منفصلات ، الى غير ذلك (٢).
(وأمّا) الطائفة (الثانية :) الدّالة على عدم جواز تصديق الخبر المحكيّ عنهم عليهمالسلام اذا خالف الكتاب والسنّة (فيمكن حملها على ما ذكر في الاولى) ايضا : من انها في الاخبار الواردة في اصول الدين (ويمكن حملها على) مطلق المخالفة في (صورة تعارض الخبرين ، كما يشهد به مورد بعضها).
فانّ بعض الأخبار الدّالة على طرح الخبر المخالف للكتاب والسنّة ، انّما ورد
__________________
(١) ـ من لا يحضره الفقيه : ج ٤ ص ١٧٩ ب ٢ ح ٥٤٠٤.
(٢) ـ للمزيد من التفصيل راجع موسوعة الفقه : ج ٦٩ ـ ٧٠ للشارح.