قلت : هذه الأخبار على قسمين :
منها ما يدلّ على عدم صدور الخبر المخالف للكتاب والسنّة عنهم عليهمالسلام وإن المخالف لهما باطل ، وانّه ليس بحديثهم.
ومنها : ما يدلّ على عدم جواز تصديق الخبر المحكيّ عنهم عليهمالسلام ، إذا خالف الكتاب والسنّة.
أمّا الطائفة الاولى ، فالأقرب حملها على الاخبار الواردة
______________________________________________________
(قلت : هذه الأخبار) الآمرة بطرح الخبر المخالف للكتاب ، أو السنّة المعلومة (على قسمين) :
القسم الاول (منها : ما يدلّ : على عدم صدور الخبر المخالف للكتاب والسنّة عنهم عليهمالسلام) اطلاقا ، فالخبر المخالف وإن نسب إليهم ، فليس منهم ، فلقد اعتاد بعض المخالفين من تلفيق الخبر ، ثم نسبته اليهم عليهمالسلام.
(وانّ المخالف لهما) أيّ : للكتاب ، والسنّة المعلومة (باطل ، وانّه ليس بحديثهم) ولا بحديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حيث قد أكثروا من الكذب عليه صلىاللهعليهوآلهوسلم في حياته ، حتى قال : «قد كثرت عليّ الكذابة ، فمن كذّب عليّ متعمّدا ، فليتبوأ مقعده من النّار» (١).
(و) القسم الثاني : (منها : ما يدلّ : على عدم جواز تصديق الخبر المحكي عنهم عليهالسلام ، اذا خالف الكتاب ، والسنّة) المعلومة.
(أمّا الطائفة الأولى :) الدالّة على عدم صدور مثل هذه الأخبار عنهم عليهمالسلام (فالأقرب) الى التأمّل (: حملها على الأخبار) المباينة للكتاب والسنّة (الواردة
__________________
(١) ـ الخصال : ص ٢٥٥ ح ١٣١ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ٢٠٧ ب ١٤ ح ٣٣٦١٤.