ومن هنا يظهر ضعف التأمّل في تخصيص الكتاب بخبر الواحد
______________________________________________________
صاحبه ، فقال : يا زرارة إنّ هذا خير لنا ، وأبقى لنا ولكم ، ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدّقكم الناس علينا ، ولكان أقل لبقائنا وبقائكم.
ثم قال : قلت لابي عبد الله عليهالسلام : شيعتكم لو حملتموهم على الأسنّة أو على النار لمضوا ، وهم يخرجون من عندكم مختلفين؟ قال : فاجابني بمثل جواب أبيه» (١) ، الى غيره من الأخبار الواردة بهذه المضامين.
ولهذا قال الصدوق رحمهالله ، في وجه اختلاف الأصحاب : انّ أهل البيت عليهمالسلام لا يختلفون ، ولكن يفتون الشيعة بمرّ الحق ، وربّما أفتوهم بالتقيّة ، فما يختلف من قولهم فهو للتقيّة ، والتقيّة رحمة للشيعة ، انتهى.
ولعله أشار بكلامه هذا الى القسمين من التقيّة : الثاني ، والثالث مما ذكرناه.
ثم انّه يدل على عدم وجود بعض الأحكام في الكتاب والسنّة : ما روي عن الصادق عليهالسلام قال : «ما حجب الله علمه عن العباد ، فهو موضوع عنهم» (٢) وفي رواية أخرى : «اسكتوا عمّا سكت الله عنه» (٣).
(ومن هنا) أي : مما تقدّم : من انّ المخالفة بالعموم والخصوص ، والاطلاق والتقييد ، ليست بمخالفة حتى يشملها الأخبار الدالّة على انّ مخالف القرآن لم يقولوه (يظهر : ضعف التأمّل) ممن تأمل (في تخصيص الكتاب) مثلا او تقييده (بخبر الواحد) معللا ذلك بقوله :
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٦٥ ح ٥.
(٢) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ١٦٤ ح ٣ ، التوحيد : ص ٤١٣ ح ٩ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٦٣ ب ١٢ ح ٣٣٤٩٦ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٢٨٠ ب ٣٣ ح ٤٨.
(٣) ـ غوالي اللئالي : ج ٣ ص ١٦٦.