تقريظ سماحة آية الله الشيخ جعفر السبحاني ( دامت بركاته )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الشريف هو الحجة الثانية بعد كتاب الله العزيز في مجالَيْ العقيدة والشريعة ، وقد بذل علماء الإسلام جهوداً كبيرة في سبيل تلقيه وتدوينه وضبطه وتنقيحه ونقله إلى الآخرين ، وبذلك تركوا ثروة علمية قيّمة أضاءت الطريق للأجيال المتعاقبة.
وممن بذل جهوداً جبارة في تدوين حديث النبي الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم وعترته الطاهرة عليهمالسلام هو شيخ المحدثين وأوثقهم أبو جعفر محمد بن يعقوب ، المعروف بالكليني ( ٢٥٠ ـ ٣٢٩ هـ ) ، الّذي ترك أثراً خالداً لا يدانيه أيّ أثر في الشمولية والتنظيم والدقة ، وهو يكشف عن علوّ كعب مؤلّفه في هذا الفن ، ومكانته الرفيعة بين العلماء.
وإليك كلمة الرجاليّ النقّاد الشيخ النجاشي في شأن المؤلِّف ، وسِفره القيّم : شيخ أصحابنا في وقته بالريّ ووجههم ، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم ، صنّف الكتاب الكبير المعروف الذي يسمّى الكافي في عشرين سنة. (١)
وقد أصبح هذا الكتاب منذ تدوينه ونشره وإلى يومنا هذا ، مرجعاً للعلما ، والفقهاء والمحدثين وغيرهم ، ومحلَّ اهتمامهم وعنايتهم الفائقة. ومن هنا آثرتْ لجنة التحقيق في دار الحديث أن تعدوَ في هذا الميدان ؛ لتحظى بوسام المشاركة فيه ، فأخذت على عاتقها تحقيق هذا الكتاب من جديد ومطابقته على أكثر من سبعين نسخة ، عثروا عليها في مكتبات مختلف البلدان ، وقد بذلت اللجنة كلّ ما في وسعها من جهود لإخراجه إخراجاً نقيّاً عن الغلط ومزداناً بتعاليق تزيل الصعاب من فم المتن ، وتوضِّح ما قد يتبادر فيه من اختلاف ، إلى غير ذلك من جلائل الأعمال وعظيم الجهود.
ونحن إذ نتقدّم إلى اللجنة العلمية في دار الحديث بالشكر والثناء ، ندعو الله سبحانه لهم بالتسديد في أعمالهم وتحقيقاتهم ، كما نبارك لهم هذه الخطوة الهامة الّتي هي باكورة خير لتحقيق سائر الآثار الحديثية للفرقة الناجية. والحمد للهرب العالمين
|
جعفر السبحاني مؤسسة الإمام الصادق عليهالسلام ١٠ جمادى الآخرة ١٤٢٩ هـ |
__________________
(١) النجاشي ، ج ٢ ، ص ٢٩٠ ، برقم ١٠٢٧.