المرحلة الخامسة
تصحيح وتحقيق أسناد الكافي
لقد قمنا بتحقيق وتصحيح أسناد الكافي بصورة منفصلة ؛ وذلك لأن البحث في هذا المجال علميّ وتخصّصي يحتاج إلى فحص وتحقيق أكثر ؛ وفي هذه المرحلة قمنا بعلاج مجموعتين من مشكلات أسناد الكافي ، وهما :
١. المشكلات الناشئة من سهو النسّاخ واشتباههم ، والذي يؤدّي إلى التحريف والتصحيف أو السقط في الأسناد ، والمستند الأصلي لرفع هكذا مشاكل هو نسخ البدل التي نقلت من النسخ الأصليّة والفرعيّة للكافي. ففي هذا المجال في صورة حصول تغيير في الأسناد لابدّ من الإشارة إلى دليل ذلك من النسخ الموجودة بصورة دقيقة ، وهكذا لابدّ من ذكر الصورة السابقة الموجودة في الكافي المطبوع. ولكن في الموارد التي يحتمل سقط في أسناد الكافي أو تصحيف ولكن لم نصل إلى دليل على ذلك من النسخ المتوفّرة لدينا ، فأشرنا في الهامش إلى الوجه الصحيح المحتمل وقرأئنه.
٢. المشكلات الناشئة من كيفيّة تركيب أسناد الكافي ، مثل : التعليق في الإسناد ، والتحويل في الأسناد ، وإرجاع الضمائر الواردة في بدايات الأسناد ، وكذا موارد اخرى شبه التعليق ، مثل : « بهذا الإسناد » أو « بالإسناد » و ... ، وتشخيص جميع هذه الموارد ومعرفتها ليس بسهل.
القواعد المتّبعة في تصحيح الأسناد
لقد طبّقنا ستّ قواعد لتصحيح الأسناد ورفع مشكلاتها ، وسنذكر هذه القواعد الستّة الواحدة بعد الاخرى مع ذكر مثال لكلّ واحدة لكي يسهل فهمها على القارىء المحترم ، ويتّضح له مدى الدقّة التي روعيت في تصحيح الكتاب وإمكان تعميمها على الموارد المشابهة.
وهذه القواعد هي :
١. كثرة رواية راوٍ معيّن عن راوٍ آخر يكون سبباً في تحريف اسم راوٍ إلى اسم راوٍ آخر.
مثلاً : نرى أنّ الحسن بن محبوب يروي روايات كثيرة عن جميل بن صالح ، وهذا معروف ، وأحياناً ينقل الحسن هذا في بعض الروايات عن جميل بن درّاج ، فباعتبار