انه اذا شك فى وجود النهار استصحب وجوده وكذا اذا شك فى وجود الليل استصحب وجوده.
وقد اشكل على الاستصحاب المذكور بان الاستصحاب انما يصح فى المورد الذى كان المستصحب من الامور القارة اى يشترط فى الاستصحاب اليقين فى البقاء السابق وليس البقاء للزمان لكونه من الامور التدريجية وقد ذكر ان الشعبان لا تنقض مع الشك فى الرمضان وكذا لا تنقض الرمضان مع الشك فى الشوال.
ولا يخفى ان الشعبان محدود وغير قار وكذا الرمضان وان النهار محدود غير قار وكذا الليل اى يكون النهار بين المبدا والمنتهى والمبدا هو المشرق والمنتهى هو المغرب فهذا نهار وكذا الليل فالمبدأ فيه هو المغرب والمنتهى هو المشرق فهذا ليل.
واعلم ان الموجودات اما قارة واما تدريجية فتوضيح الفرق بينهما ان المراد من التدريجية ما لا يمكن الاجتماع بين اجزائها فى الوجود كاللّيل والنهار فان الاجزاء فيهما لم تكن قابلة للاجتماع فى الوجود وكذا التكلم والسير فان اجزائهما لا تجتمع فى الوجود فهذه المذكورات كلها تدريجية.
واما القارة فيجتمع اجزائها فى الوجود مثل وجود الاشخاص فان وجود الشخص متوقف على اجتماع اجزائه فى الوجود مثلا اذا ذهب من عمر زيد خمسون سنة فلم يفرق فى وجود زيد واجتماع اجزائه بعبارة اخرى ان الموجودات القارة ما تجتمع فى الوجود واما الموجودات الغير القارة لا تجتمع فى الوجود