وأما الكبرياء فهو قوله ـ سبحانه ـ (١) : (وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (٢) ونقول : أما الكبير ففيه وجهان : أحدهما : أنه الذي يقع في مقابلة الصغير ، وقد يعتبر الكبير والصغير في المقادير. والحق مقدس عن المقدار والحجمية فلا يكون كبره بحسب الجثة والحجمية. وقد يعتبر الكبر والصغر في درجات الكمالات العقلية فيقال : فلان كبير القوم ، وإن كان أصغرهم في الجثة ، ويقال فلان كبير في الدين. أي أن درجته عالية.
إذا عرفت هذا فنقول : في تفسير الكبير بهذا المعنى في حق الله وجهان :
الأول : أنه ثبت أن الحق ـ سبحانه ـ أكمل الموجودات وأشرفها وأجلها وأعلاها ، فيكون ـ سبحانه ـ كبيرا بالقياس إلى كل ما سواه ، وكل ما يغايره فهو صغير بالقياس إليه. والثاني : أنه كبير بمعنى أنه كبر عن مشابهة المخلوقات. وعلى هذين الوجهين فيكون الكبير من أسماء التنزيه. وأما الأكبر ففيه وجهان : الأول : أنه أكبر من كل ما سواه من الموجودات ، ويحتمل أن يكون قول المصلي : الله أكبر هذا. كأنه يقول : الله أكبر من كل ما سواه ، وإنما قدم هذا القول أمام (٣) أفعال الصلاة ، لأن المصلي إذا عرف هذا المعنى قبل الشروع في الصلاة لم يتعلق خاطرة بشيء سوى الله ، ولم يتعلق قلبه بغير الله.
وأما الكبرياء فقال ـ عليهالسلام ـ حاكيا عن الله : «الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري» وفي تخصيص لفظ الكبرياء بالرداء ، والعظمة بالإزار ما يدل على أن الكبرياء أعلى شأنا من العظمة ، وأبعد من أوهام الخلق وأفهامهم.
الاسم التاسع والعاشر (٤) : الواحد : والاحد قال تعالى : (وَإِلهُكُمْ
__________________
(١) من (م).
(٢) الجاثية (٣٧).
(٣) من (س).
(٤) من (س).