وقد أرشَدَنا
الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى لزوم اتّباع العترة ، فيكون الابتعادُ عن هؤلاء
ابتعاداً عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والإسلام ، وهو عين الضلالة والهلكة ، لأنّه لا هدى
إلّا بالقرآن والنبيّ والعترة ، فعلي مع القرآن ، والقرآن مع عليّ «لا يفترقان
حتّى يردا عليّ الحوض» .
ولو تأمّلت في
هذه العبارة لعرفت مكانة الإمام عليّ ولرأيته في رتبة المعيّة مع القرآن ، وهي
نسبة تقوم بطرفين ، ويستحيل أن تقوم بطرف واحد ، وعندما قال النبيّ : «عليّ مع
القرآن» ، فقد أثبتها ، فلماذا أعاد إثباتها بصيغة أخرى ، فقال : «والقرآن مع عليّ»؟
حاشا أفصح مَن
نطق بالضاد مِن اللغو في كلامه ، وحاشا أفصح من نطق بالضاد من التكرار في كلامه ،
[دون معنى متوخّى ، فإنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم] أراد أن يُفهمنا أن مسألة معيّتهما [هي] معيّة من نوع
خاص ، ويشير إلى أبعادها العميقة ، ذلك أن المعيّة بين شيئين أو أكثر ، عندما تطلق
، فيقال : زيد مع عمرو ، فهي أعمّ من أن يكون هذا الطرف في الإضافة متقدّماً رتبة
على ذاك أو متأخّراً عنه ، بل تدلّ على أنهما معاً بقطع النظر عن رتبة كلّ منهما.
وربّما كان
فيها إشارة إلى أنّ المَقْرون أقلّ رتبةً من المقرون به ، لهذا أعاد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلمصياغة هذه المعية ، ليقول للمفكّرين : لا ينبغي أن
تفهموا من قولي : «عليّ مع القرآن» أن عليّاً أقلّ رتبة من القرآن ، بل القرآن مع
عليّ أيضاً ، فهما وجودان متعادلان» .
ويؤيّد هذا
الاستنتاج ما جاء عن النبيّ : «عليّ مني وأنا من عليّ» ،
__________________