في العرش والكرسي ، والتي لا نستبعد أن تكون حكومة الأمويين وضعت الأحاديث الآنفة في مقابلها ، محاولةً منهم لطمس فضائل عليّ والتقليل من أهمّيتها ، وذلك طبق المنهج الذي رسموه وخططوه في ذلك كما تقدم بيانه ، إذ أن حديث رجحان كفّة أبي بكر وعمر على كفّة الناس أجمعين هو تحريف للحديث الثابت عن رسول الله : ضربة عليّ يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين (١) ، وإليك الان بعض تلك الروايات المشيرة إلى وجود اسم الإمام عليّ على ساق العرش :
روى الصدوق في «من لا يحضره الفقيه» عن عليّ عليهالسلام ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال في وصية له : يا عليّ ، إنّي رأيت اسمك مقروناً باسمي في ثلاثة مواطن ، فأنست بالنظر إليه ، إني لمّا بلغت بيت المقدس في معراجي إلى السماء وجدت على صخرتها «لا إله إلّا الله محمّد رسول الله ، أيّدته بوزيره ونصرته بوزيره».
فقلت لجبرئيل : مَن وزيري؟
قال : عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
فلما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدتُ مكتوباً عليها : «إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا وحدي ، محمّد صفوتي من خلقي ، أيّدته بوزيره ونصرته بوزيره» ، فقلت لجبرئيل : مَن وزيري؟ فقال : عليّ بن أبي طالب.
فلمّا جاوزتُ سِدرةَ المنتهى انتهيت إلى عرش ربّ العالمين جلّ جلاله ، فوجدت مكتوباً على قوائمه : «إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا وحدي ، صفوتي من خلقي ، أيّدته بوزيره ونصرته بوزيره» ، فقلت لجبرئيل : مَن وزيري؟ فقال : عليّ بن أبي طالب.
__________________
(١) شرح المقاصد للتفتازاني ٥ : ٢٩٨.