إلّا كاذب مفتر صلّيت قبل الناس سبع سنين» ـ وفي غير رواية الطّبري : «أنا الصّديق الأكبر وأنا الفاروق الأوّل أسلمت قبل إسلام أبي بكر وصلّيت قبل صلاته بسبع سنين» كأنّه لم يرتض أن يذكر عمر ولا رآه أهلا للمقايسة بينه وبينه وذلك لأنّ إسلام عمر كان متأخّرا (١).
الثالث والثلاثون : ابن أبي الحديد قال روى عمر القنّاد عن محمّد بن الفضيل عن الأشعث ابن سوار قال : سبّ عدي بن أرطاة عليّا على المنبر فبكى الحسن البصري وقال قد سبّ هذا اليوم رجل إنّه لأخو رسول الله في الدنيا والآخرة. (٢)
الرابع والثلاثون : ابن أبي الحديد أيضا قال : روى عبد السلام بن صالح عن إسحاق الأزرق عن جعفر بن محمّد عن آبائه انّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا زوّج فاطمة دخل النّساء عليها فقلن يا بنت رسول الله خطبك فلان وفلان فردهم عنك وزوجك فقيرا لا مال له فلمّا دخل عليها أبوها صلىاللهعليهوآله رأى ذلك في وجهها فسألها فذكرت له ذلك فقال : «يا فاطمة انّ الله أمرني فأنكحتك أقدمهم سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما وما زوّجتك إلّا بأمر من السماء أما علمت أنّه أخي في الدنيا والآخرة». (٣)
الخامس والثلاثون : ابن أبي الحديد أيضا قال : روى عن عثمان بن سعيد عن الحكم بن ظهير عن السّدي أنّ أبا بكر وعمر خطبا فاطمة فردّهما رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : «لم أومر بذلك» فخطبها عليّ عليهالسلام فزوجه إياها وقال لها : «زوجتك أقدم الأمّة اسلاما» وذكر تمام الحديث ثمّ قال ابن أبي الحديد : عقيب ذلك وقد روى هذا الخبر جماعة من الصّحابة منهم أسماء بنت عميس وأمّ أيمن وابن عبّاس وجابر بن عبد الله. (٤)
السادس والثلاثون : ابن أبي الحديد أيضا قال روى محمّد بن عبد الله بن أبي رافغ عن أبيه عن جدّه أبي رافع قال : أتيت أبا ذر بالرّبذة أودّعه فلمّا أردت الانصراف قال لي : ولأناس معي ستكون فتنة فاتّقوا الله وعليك بالشيخ عليّ بن أبي طالب فاتبعوه فانّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول له : «أنت أوّل من آمن بيّ وأوّل من يصافحني يوم القيامة وأنت الصّديق الأكبر وأنت الفاروق الّذي يفرّق بين الحق والباطل وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين وأنت أخي ووزيري وخير من اترك بعدي تقضي ديني وتنجز موعدي» (٥).
السابع والثلاثون : ابن أبي الحديد قال قد روى ابن أبي شيبة عن عبد الله بن نمير عن العلاء ابن صالح عن المنهال بن عمرو عن عبّاد بن عبد الله الأسدي قال : سمعت عليّ بن أبي طالب عليهالسلام
__________________
(١) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٠٠.
(٢) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢١.
(٣) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢٧.
(٤) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢٨.
(٥) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢٨.