الباب الستّون
في أمر خالد بقتل أمير المؤمنين عليهالسلام
من طريق الخاصّة وفيه حديثان
الأوّل : عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال : حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن عثمان بن عيسى وحمّاد بن عثمان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لمّا بويع لأبي بكر واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار بعث إلى فدك من أخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فجاءت فاطمة إلى أبي بكر فقالت : يا أبا بكر منعتني ميراثي من رسول الله صلىاللهعليهوآله وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها إلي رسول الله صلىاللهعليهوآله بأمر منه فقال : هاتي على ذلك شهودا فجاءت بأمّ أيمن فقالت : لا أشهد حتّى احتج يا أبا بكر عليك بما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالت : أنشدتك الله يا أبا بكر ألست تعلم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : إنّ أمّ أيمن امرأة من أهل الجنّة؟ قال : بلى ، قالت : فأشهد أنّ الله أوحى إلى رسوله (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ) فجعل فدك لفاطمة بأمر الله ، وجاء عليّ عليهالسلام فشهد بمثل ذلك فكتب لها كتابا بردّ فدك ودفعه إليها ، فدخل عمر فقال : ما هذا الكتاب؟ فقال أبو بكر : إنّ فاطمة ادّعت وشهدت لها أمّ أيمن وعليّ عليهالسلام ، فكتبت لها بفدك ، فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فمزّقه فقال : هذا فيء للمسلمين وقال أوس بن الحدثان وعائشة وحفصة يشهدون على رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : إنّا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة وانّ عليّا عليهالسلام زوجها يجرّ إلى نفسه ، وأمّ أيمن فهي امرأة صالحة لو كان معها غيرها لنظرنا فيه.
فخرجت فاطمة عليهاالسلام من عندهما باكية حزينة ، فلمّا كان بعد هذا جاء عليّ عليهالسلام إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والأنصار فقال : يا أبا بكر لم منعت فاطمة من ميراثها من رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، وقد ملكته في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ فقال أبو بكر : هذا فيء للمسلمين فإن أقامت شهودا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله جعله لها وإلّا فلا حقّ لها فيه فقال أمير المؤمنين : يا أبا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين؟ قال : لا ، قال : فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه ادّعيت أنا فيه ، من تسأل البيّنة؟ قال : إيّاك كنت أسأل البيّنة قال : فما بال فاطمة سألتها البيّنة على ما في يدها وقد ملكته في حياة رسول الله وبعده ولم تسأل المسلمين البيّنة على ما ادّعوها شهودا كما سألتني عمّا