الباب الثاني والخمسون
في أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وعليّا عليهالسلام أبوا هذه الامّة
من طريق الخاصّة وفيه ثلاثة عشر حديثا
الأوّل : محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمد عن بسطام بن مرّة عن إسحاق بن حسّان عن الهيثم بن واقد عن عليّ بن الحسين العبدي عن سعد الاسكاف عن الأصبغ ابن نباتة قال : سئل أمير المؤمنين عليهالسلام عن قوله تعالى : (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) فقال : الوالدان اللّذان أوجب الله لهما الشكر هما اللذان ولدا العلم وورثا الحكم وأمر الناس بطاعتهما ، ثمّ قال الله : إليّ المصير ، فمصير العباد إلى الله والدليل على ذلك الوالدان ، ثمّ عطف القول على ابن حنتمة وصاحبه فقال في الخاصّ والعام : وإن جاهداك على أن تشرك بي ، يقول في الوصيّة : وتعدل عن من أمرت بطاعته ، فلا تطعهما ولا تسمع قولهما ، ثمّ عطف القول على الوالدين فقال : (وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً) يقول : عرّف الناس فضلهما وادع إلى سبيلهما وذلك قوله : (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ) فقال : إلى الله ثمّ إلينا ، فاتقوا الله ولا تعصوا الوالدين فإن رضاهما رضا الله وسخطهما سخط الله (١).
الثاني : محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا محمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيّوب عن أبان بن عثمان عن عبد الله بن سليمان عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وعليّا عليهالسلام الوالدان ، قال عبد الله بن سليمان : وسمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : منا الذي أحل له الخمس ، ومنا الذي جاء بالصدق ومنا الذي صدق به ، ولنا المودة في كتاب الله عزوجل ، ورسول الله وعلي الوالدان ، وأمر الله ذريّتهما بالشكر لهما (٢).
الثالث : محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا أحمد بن درست عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن زرارة عن عبد الواحد ابن مختار قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام فقال : أما علمت أنّ عليّا أحد الوالدين اللّذين قال الله عزوجل: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ) قال زرارة : فكنت لا أدري أيّ آية هي؟ التي في بني إسرائيل أو
__________________
(١) الكافي : ١ / ٤٢٧ / ح ٧٩.
(٢) بحار الأنوار : ٣٦ / ١٢ / ح ١٤.