ممّا يصلح للمسلم في دينه ودنياه منها قوله عليهالسلام : احذروا السّفلة فإنّ السّفلة من لا يخاف اللهعزوجل ؛ لأنّ فيهم قتلة الأنبياء وفيهم أعداؤنا إنّ الله تبارك وتعالى اطّلع على الأرض فاختارنا واختار لنا شيعة ينصروننا ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا ، أولئك منّا وإلينا ، وما من الشيعة عبد يقارف أمرا نهيناه عنه فيموت حتّى يبتلى ببليّة تمحّص فيها ذنوبه امّا في ماله أو في ولده أو في نفسه حتّى يلقى الله وما له ذنب وإنّه ليبقى عليه شيء من ذنوبه فيشدّد به عليه عند موته ، والميّت من شيعتنا صدّيق شهيد ، صدّق بأمرنا وأحبّ فينا وأبغض فينا يريد بذلك وجه الله عزوجل مؤمن بالله ورسوله قال الله عزوجل : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) (١).
الحادي عشر : عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال لأصحابه : الزموا الأرض واصبروا على البلاء ولا تحرّكوا بأيديكم وسيوفكم وهوى ألسنتكم ولا تستعجلوا بما لم يعجله الله لكم فإنّ من مات منكم على فراشه وهو على معرفة ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته ، مات شهيدا ووقع أجره على الله واستوجب ثواب ما نوى من صالح أعماله وقامت النيّة مقام مقاتلته بسيفه (٢).
الثاني عشر : ابن بابويه في «بشارات الشيعة» عن أبيه قال : حدّثني سعد بن عبد الله عن معاوية ابن عمّار عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا كان يوم القيامة ، يؤتى بأقوام على منابر من نور تتلألأ وجوههم كالقمر ليلة البدر يغبطهم الأوّلون والآخرون ، ثمّ سكت ، ثمّ أعاد الكلام ثلاثا ، فقال عمر بن الخطّاب : بأبي أنت وأمّي هم الشهداء؟ قال : هم الشهداء وليس هم الشهداء الذين تظنّون قال : هم الأنبياء؟ قال : هم الأوصياء ، قال : هم الأوصياء وليس هم الأوصياء الذين تظنّون ، قال : فمن أهل السماء أو من أهل الأرض؟ قال : هم من أهل الأرض ، قال : فاخبرني من هم؟ قال : فأومى بيده إلى عليّ عليهالسلام فقال : هذا وشيعته ، ما يبغضه من قريش إلّا سفاحي ، ولا من الأنصار إلّا يهودي ، ولا من العرب إلّا دعي ، ولا من سائر الناس إلّا شقي ، يا عمر كذب من زعم أنّه يحبّني ويبغض هذا (٣).
__________________
(١) الخصال : ٦٣٦.
(٢) بحار الأنوار : ٤٨ / ٦٣ ، عن شرح النهج.
(٣) بحار الأنوار : ٧ / ١٧٩ ، عن فضائل الشيعة.