رحم في الطبقة
العليا من غير نجاسة ، بل نقلا بعد نقل ، لا إنه ماء مهين ، ولا نطفة خشرة كسائر
خلقه، بل أنوار انتقلوا من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات ، لأنهم صفوة الصفوة
، اصطفاهم لنفسه ، وجعلهم خزان علمه ، وبلغاء عنه إلى خلقه ، أقامهم مقام نفسه ،
لأنه لا يرى ولا يدرك ولا تعرف كيفية إنيته ، فهؤلاء الناطقون المبلغون عنه ،
المتصرفون في أمره ونهيه ، فيهم يظهر قوته ، ومنهم ترى آياته ومعجزاته ، وبهم
ومنهم عرف عباده نفسه ، وبهم يطاع أمره ، ولولاهم ما عرف الله ، ولا يدري كيف يعبد
الرّحمن ، فالله يجري أمره كيف يشاء ، فيما يشاء ، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون» .
السادس
: ابن بابويه قال :
حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال : حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات
الكوفي ، قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني ، قال : حدثني أبو الفضل العباس بن عبد الله البخاري ، قال
: حدّثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله ابن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال : حدّثنا عبد السلام بن
صالح الهروي ، عن علي بن موسى الرضا عليهالسلام عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه
محمد بن علي ، عن أبيه علي ابن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن
أبي طالب عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ما خلق الله خلقا أفضل مني ولا أكرم عليه مني. قال علي عليهالسلام : فقلت : يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرائيل؟ فقال : يا
علي انّ الله تبارك وتعالى فضل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقربين ، وفضلني
على جمع النبيين والمرسلين ، والفضل بعدي لك يا علي ، وللأئمة من بعدك فإن
الملائكة من خدّامنا وخدام محبينا ، يا عليّ (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون
بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا) بولايتنا ، يا عليّ لو لا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ،
ولا الجنة ولا النار ، ولا السماء ولا الأرض فكيف لا تكون أفضل من الملائكة وقد
سبقناهم إلى معرفة ربّنا ، وتسبيحه وتهليله وتقديسه ، لان أوّل ما خلق الله عزوجل أرواحنا فانطقنا بتوحيده وتحميده ثم خلق الملائكة فلمّا شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا
أمرنا فسبحنا لتعلم
__________________