معاشر الناس : قد ضلّ قبلكم أكثر الاولين ، والله قد أهلك الأولين وهو مهلك الآخرين (١).
معاشر الناس : إن الله قد أمرني ونهاني ، وقد امرت عليا ونهيته ، فعلم الأمر والنهي من ربه عزوجل، فاسمعوا لأمره تسلموا ، وأطيعوا تهتدوا ، وانتهوا لنهيه ترشدوا ، وصيروا إلى مراده ولا تتفرق بكم السبل عن سبيله.
معاشر الناس : أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم الله باتباعه ، ثم علي من بعدي ، ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق وبه يعدلون ، ثم قرأ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٢) الى آخرها وقال : فيّ نزلت وفيهم نزلت ولهم عمّت وإياهم خصّت أولئك أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون : (أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ألا إنّ أعداء علي أهل الشقاق العادون ، وإخوان الشياطين الذي يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ، ألا إن أولياؤهم هم المؤمنون الذين ذكرهم في كتابه فقالعزوجل : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ) (٣) الى آخر الآية ، ألا أولياؤهم الذين وصفهم الله عزوجل فقال : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (٤) ألا إن أولياؤهم الذين يدخلون الجنة آمنين ، وتتلقاهم الملائكة بالتسليم أن طبتم فادخلوها خالدين ، ألا إن أولياؤهم الذين قال الله عزوجل : (يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ) (٥) ألا إن أعداءهم يصلون سعيرا ، ألا إن أعداءهم الذين يسمعون لجهنم شهيقا وهي تفور ولها زفير كلما دخلت أمة لعنت اختها ، ألا إن أعداءهم الذين قال الله عزوجل : (كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ) (٦) ألا إن أولياءهم الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة واجر كبير.
معاشر الناس : شتان ما بين السعير والجنة ، عدونا من ذمّه الله ولعنه ، وولينا من مدحه الله وأحبه.
معاشر الناس : ألا وإني منذر وعليّ هاد.
__________________
(١) في الاحتجاج : قال تعالى : (أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ* كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ* وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ). (المرسلات : ١٦ ـ ١٩).
(٢) الفاتحة : ٢.
(٣) المجادلة : ٢٢.
(٤) الانعام : ٨٢.
(٥) المؤمن : ٤٠. ونص الآية : (فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ).
(٦) الملك : ٨ ـ ١١. وفي الاحتجاج : (كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ* قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ). وفي البحار : (كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ) الى قوله : (فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ).