قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

غاية المرام وحجّة الخصام [ ج ١ ]

327/347
*

وديني واتمام نعمتي على خلقي باتباع وليي وطاعته ، وذلك أني لا أترك أرضي بغير قيم ليكون حجّة لي على خلقي ، فاليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي بوليي (١) ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بعدي ووصي نبي والخليفة من بعده ، حجتي البالغة على خلقي ، مقرونة طاعته بطاعة محمد نبيي ، ومقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتي من أطاعه فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني ، جعلته علما بيني وبين خلقي ، من عرفه كان مؤمنا ، ومن أنكره كان كافرا ، ومن أشرك ببيعته كان مشركا ، ومن لقيني بولايته دخل الجنة ومن لقيني بعداوته دخل النار ، فأقم يا محمد عليا علما ، وخذ عليهم البيعة ، وجدد عهدي وميثاقي لهم وبالذي واثقتهم عليه ، فاني قابضك إليّ ومستقدمك عليّ.

فخشي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قومه وأهل النفاق والشقاق أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية (٢) لما عرف من عداوتهم ولما تنطوي عليه أنفسهم لعلي عليه‌السلام من البغضاء وسأل جبرائيل عليه‌السلام أن يسأل ربه العصمة من الناس وانتظر جبرائيل بالعصمة من الناس من الله جل اسمه ، فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف ، فأتاه جبرائيل في مسجد الخيف فأمره بأن يعهد عهده ويقيم عليّا علما للناس ، ولم يأته بالعصمة من الله جل جلاله بالذي أراد حتى بلغ كراع الغميم بين مكة والمدينة ، فاتاه جبرائيل فأمره بالذي أتاه فيه من قبل الله تعالى ولم يأته بالعصمة ، فقال : يا جبرائيل إني اخشى قومي ان يكذبوني ولا يقبلوا قولي في عليّ فرحل فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة اميال اتاه جبرائيل على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس ، فقال : يا محمد إن الله عزوجل يقرئك السلام ويقول لك : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) في عليّ (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) (٣).

وكان أوائلهم قريبا من الجحفة ، فأمر بأن يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم من ذلك المكان ليقيم عليا للناس ، ويبلغهم ما انزل الله تعالى في علي عليه‌السلام ، وأخبره ان الله عزوجل قد عصمه من الناس : فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عند ما جاءته العصمة مناديا ينادي في الصلاة جامعة ويرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر (٤) ، وتنحى عن يمين الطريق إلى جنب مسجد الغدير ، امره

__________________

(١) في الاحتجاج : ورضيت لكم الإسلام دينا بولاية وليي.

(٢) في الاحتجاج : الى الجاهلية.

(٣) المائدة : ٦٧.

(٤) في البحار : من تأخر عنهم.