قائمة الکتاب
الفصل الأول
الفصل الثاني
القسم الثاني
النص
ـ ذكر البيان أنّ القلم لمّا جرى بما هو كائن / كان فيما جرى ما يفعله بنو آدم من خير وشر 121
ـ ذكر البيان / أنّ الله ـ عزوجل ـ خلق خلقه في ظلمة ثمّ ألقى عليهم من نوره 136
ـ «كل مولود يولد على الفطرة» والحكم في الأطفال
٣٣٧
إعدادات
كتاب القضاء والقدر
كتاب القضاء والقدر
تحمیل
رواه مسلم في «الصحيح» عن القعنبي (١).
٦٤٣ ـ وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا علي بن حمشاذ العدل ، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، نا أبو الوليد ، نا نافع بن عمر الجمحي عن ابن أبي مليكة قال : سئل ابن عباس عن الولدان في الجنّة هم؟ قال : حسبك ما اختصم فيه موسى والخضر.
وفي هذين الحديثين الثابتين دلالة على صحة قول من زعم أن أمرهم موكول إلى ما علم الله منهم ، وفيها الدلالة على أن قوله : «كل مولود يولد على الفطرة» معناه على ما حكينا عن حمّاد بن سلمة وإسحاق بن إبراهيم ، أو على ما حكينا عن عبد الله بن المبارك ، وعلى مثل قوله دل قول الأوزاعي ومالك ، أو على ما حكينا عن الشافعي من أن المراد بالفطرة الخلقة.
والمقصود من الخبر البيان أن لا حكم للطفل في نفسه ، إنّما حكمه بأبويه ، وأراد حكم الدنيا ، لا حكم الآخرة ، ثمّ يكون حكم الآخرة على ما دل عليه آخر الخبر وذهب إليه من قبله من الأئمة.
وفيه وجه آخر / ذكره أبو سليمان الخطابي ـ رحمهالله ـ وهو أن يكون معناه ، أن كل مولود من البشر في أول مبدأ الخلقة وأصل الجبلّة على الفطرة السليمة والطبع المتهيئ لقبول الدين فلو ترك عليها وخلي سبيله لاستمر على لزومها ، ولم ينتقل عنها إلى غيرها ، وذلك أن هذا الدين موجود حسنه في العقول ويسره في النفوس ، وإنما يعدل عنه من يعدل إلى غيره ، ويؤثره عليه لأنه من آفات النفوس النشوء والتقليد ، فلو سلم المولود من تلك الآفات لم يعتقد غيره ولم يختر عليه ما سواه ، ثم تمثل بأولاد اليهود والنصارى في اتباعهم لآبائهم والميل إلى أديانهم ، فينزلون بذلك عن الفطرة السليمة ، وعن المحجة المستقيمة ، وحاصل المعنى من هذا الحديث إنما هو الثناء على هذا الدين والإخبار عن محلّه من العقول ، وحسن موقعه من النفوس ، وليس من
__________________
(١) كتاب القدر (٤ / ٢٠٥٠).