وقد جاءت الأحاديث في أطفال المسلمين أنهم يدخلون الجنّة.
قال الشيخ : ومن ذهب إلى هذا زعم أن الأحاديث التي وردت في التوقف كانت قبل نزول الآية ، والله أعلم.
قال الشيخ : ومن ذهب في أولاد المشركين إلى التوقف ، وزعم أن أمرهم إلى ما علم الله ـ عزوجل ـ منهم فكذلك ذهب في أولاد المسلمين إلى التوقف ، وزعم أن أمرهم موكول إلى ما علم الله ـ عزوجل ـ منهم ، وحمل ما مضى من الأخبار على من علم الله سعادته ، وجرى القلم بكونه من أهل الجنّة ، وذهب إلى أن ابن عباس رجع عن قوله في القطع بذلك بدليل ما مضى في رواية عمّار بن أبي عمّار عنه واحتج بما.
٦٤١ ـ أخبرنا أبو ذر محمد بن الحسين بن أبي القاسم المذكر ، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفّار الزاهد نا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المؤدب / ، نا أبو محمد الحسين بن حفص ، عن سفيان ، عن طلحة بن يحيى بن عبيد الله ، عن عائشة بنت طلحة ، عن عائشة أم المؤمنين أنّها قالت : أتي النبيّ صلىاللهعليهوسلم بصبي من الأنصار ليصلي عليه قالت : فقلت يا رسول الله ، طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنّة لم يعمل سوءا ولم يدره فقال : «أو غير ذلك يا عائشة ، إن الله خلق الجنّة وخلق لها أهلا ، خلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم ، وخلق النّار وخلق لها أهلا خلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم».
رواه مسلم في «الصحيح» عن سليمان بن معبد عن الحسين بن حفص (١).
٦٤٢ ـ أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود السجستاني ، نا القعنبي ، نا المعتمر ، عن أبيه ، عن رقبة بن مصقلة عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا ، ولو عاش لأرهق أبويه طغيانا وكفرا».
__________________
(١) كتاب القدر (٤ / ٢٠٥٠).