قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب القضاء والقدر

كتاب القضاء والقدر

كتاب القضاء والقدر

تحمیل

كتاب القضاء والقدر

59/445
*

المطلب الثاني

مجمل عقيدة أهل السنّة في باب القدر

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه‌الله ـ مجملا مذهب أهل السنّة والجماعة في هذا الباب ما يلي : «مذهب أهل السنّة والجماعة في هذا الباب وغيره ما دل عليه الكتاب والسنّة ، وكان عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ، والذين اتبعوهم بإحسان ، وهو أن الله خالق كل شيء وربه ، ومليكه ، وقد دخل في ذلك جميع الأعيان القائمة بأنفسها ، وصفاتها القائمة بها ، من أفعال العباد ، وغير أفعال العباد.

وأنه ـ سبحانه ـ ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن ، فلا يكون في الوجود شيء إلّا بمشيئته ، وقدرته ، لا يمتنع عليه شيء شاءه ، بل هو قادر على كل شيء ، ولا يشاء شيئا إلا وهو قادر عليه ، وأنه ـ سبحانه ـ يعلم ما كان ، وما يكون ، وما لم يكن لو كان كيف يكون.

وقد دخل في ذلك أفعال العباد وغيرها ، وقد قدّر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم ، قدّر آجالهم ، وأرزاقهم وأعمالهم ، وكتب ذلك ، وكتب ما يصيرون إليه من سعادة وشقاوة ، فهم يؤمنون بخلقه لكل شيء ، وقدرته على كل شيء ، ومشيئته لكل ما كان ، وعلمه بالأشياء قبل أن تكون ، وتقديره لها ، وكتابته إياها قبل أن تكون» (١).

والأدلة على هذا من الكتاب والسنّة وكلام سلف الأمة مما لا يحصى إلّا بمشقة.

ويمكن تقسيم الأدلة إلى ثلاثة أقسام :

أولا : الأدلة العامة من القرآن الكريم.

__________________

(١) «مجموع الفتاوى» (٨ / ٤٤٩ ، ٤٥٠).