فانّهم يريدون منها أن تكون قاضية وتستمرّ الى آخر الدنيا بدون امل لنهضة العالم الاسلامي مرّة اُخرى ، فانّهم يحسبونه المارد الذي حطم كبرياءهم في يوم سابق من أيّام التاريخ.
وكانت بداية التجربة في تركيا واستطاعوا أن ينجّحوا المؤامرة هناك لأسباب متعددة لسنا الآن بصدد بيانها.
والمحطة الثانية للمخطط كانت ايران ، وأمّلوا من قزمهم المدعوا بـ ( رضا بهلوي ) أن يقوم نيابة عنهم بتنفيذ المخطط التآمري.
وكان شديداً جداً بالتنفيذ وعنيفاً بما لا يتصور ، خصوصاً انّه قد عُلِّمَ بأنّ العائق أمام نجاح أعماله يتمثل بقوتين أولاهما النظرية والاُخرى التطبيق ، فأما التطبيق فقوة العلماء الشيعة والحوزات العلمية ، فعليه اذا أراد أن ينتصر بمعركته ، فعليه أن يكسر عدة أبراج مهمّة في واقع الامة ، أولها الموقع القيادي للعلماء وهيبتهم في نفوس الامة وطاعة الناس لهم ، وقد قسموا هذا الوجود الى قسمين : أولهما بما يتعلق بهيئة العلماء فانّه نفذ المؤامرة في خلال الاعتداء شخصياً على العلماء بمحاربة الحوزات العلمية ومنع لبس الزي العلمائي ومنع النشاط العلمائي كإقامة مجالس العزاء والوعظ والارشاد الديني ، اضافة الى عدم احترامهم والتجاسر على المجتهدين وقتل بعضهم ونفي البعض الآخر وما الى ذلك من الأعمال الاجرامية.
وأما القسم الثاني فيتم بابعاد الناس عن الدين والتدين وقد نفذ المؤامرة بعدّة أنشطة اجرامية أحدها منع الحجاب والسفور الالزمي ، والمدارس المختلطة ، ونشر أماكن الدعارة والخمور والتشجيع على الفحشاء ، ونشر مؤضة اللادينية بكل ابعادها ، وهو المخطط الثاني المتعلق بالخطة النظرية للقضاء على الدين.
وأهم اسلوب انحرافي استخدمه الاستعمار من خلال عملائه المرتطبين بالشرق والغرب (١) اعتبار الدين لا ينسجم مع تطورات العصر ورقيّه وانّما كان
__________________
(١) إن الفرق بين العميل الشرقي والغربي الدوافع التي تكمن وراء ارتباط العميل فانّ