كلمة المترجم حول :
موضوع الكتاب
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين.
عندما نريد التعرّف على الرؤية الاسلامية للكون والانسان والحياة فإننا لابدّ وأن ننطلق من أحد طريقين أولهما الطريق الأتمّ والأكمل الذي يبدأ الحركة النزولية بالنفوس النزولي من المبدأ الى الانسان ، لأن الرؤية الاسلامية تؤكد على دور الانسان من الخلق والوجود بحيث اعتبرته خليفة الله عزّ وجلّ وأن الله تعالى خلقه على صورته ولا يتمّ الإيمان بالله عزّ وجلّ وتوحيده إلاّ بالإيمان بالانسان الكامل ( وهو النبي والأوصياء عليهمالسلام ).
والرؤية الثانية صعودية حيث تنطلق من الانسان لمعرفة الله عزّ وجلّ والتقرب إليه ، وهذه الطريقة هي الاسلوب العام لهداية البشر ، فقد بعث الله تعالى الانبياء وتبعهم بالائمة والاوصياء عليهمالسلام وجعلهم القدورة للعالمين (١) ، ويمكن لعامّة الناس أن يتبعوا الرسل وأوصياءهم عليهمالسلام ويقتدوا بهم لتوصلوا الى القرب بعد
__________________
(١) قال تعالى في سورة الاحزاب آية ٢١ : ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ).
وقال تعالى في سورة الممتحنة آية ٤ : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ ).
وقال تعالى في سورة الممتحنة آية ٦ : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ).