والأوصياء صلوات
الله عليهم أجمعين ، ولكن لظروف لم تعرف اصولها ، تقلصت هذه المهمّات من مساحة
التبليغ واعتبرت ضمن أعراف حوزوية معينة بانّها مهنة اُناس يحترفونها ، ولابدّ
للاجلاّء من العلماء أن يتنزهوا عنها لانّها لا تليق وشأنهم ، وقد أخذت هذه
الأفكار غير الصائبة تنزوي وتزول خصوصاً بعد انتصار الثورة الاسلامية المباركة
حينما تصدى للخطابة والوعظ كبار العلماء والمجتهدين وعلى راسهم إمام الاُمّة ( قدس
الله روحه الطاهرة ).
ونجد إيمان القمّي وتقواه وحبّه لهداية
المؤمنين قد تصدى لهذه المهمّة الكبيرة من موقع الوظيفة الشرعية بدون أن يحترفها ، وقد سار أثر خطى استاذه النوري رحمهالله.
وكانت لمواعظه أثرها الكبير في النفوس
لأنه كان يتحدّث بما يعتقد به وبما عمل به قبل أن يتحدّث عنه .
وقد روى الطوسي في أماليه بالإسناد عن
الامام الصادق عليهالسلام
انّه قال : ( من تعلّم لله عزّوجلّ وعمل لله وعلّم لله ، دعي في ملكوت السماوات
عظيماً ، وقيل تعلم لله ، وعلم لله ) .
وروى البرقي بإسناده عن الامام الباقر عليهالسلام قال : في ضمن رواية : « أشدّ الناس
حسرة يوم القيامة الذين وصفوا العدل ثمّ خالفوه » .
وقد نقل عن بعض حضّار مجلسه انّه قال :
لقد كان كلام الشيخ القمّي يجعل الانسان بعيداً وممتنعاً عن السيئات والأعمال
والذنوب لمدة اسبوع على الأقل ويكون متوجّهاً الى الله تعالى والى العبادة .