إليه فقال عند ذلك : أيها الناس لقد شرف مجلسنا الحاجّ الاستاذ فاستفيدوا منه ، ومع اكتظاظ الناس ليستمعوا إليه فانّه نزل من المنبر وطلب من الاخوند الشيخ عباس التربتي أن يرتقي المنبر في ذلك المجلس الضخم الى آخر شهر رمضان المبارك وبعد ذلك لم يصعد الشيخ القمّي المنبر في ذلك الشهر الشريف (١).
عبادته :
كان متعلقاً بصلاة الليل والتهجد وتلاوة القرآن وقراءة الأدعية والأوراد والأذكار المأثورة عن الائمة المعصومين عليهمالسلام ، فكان ملتزماً ببرنامجه العبادي طول السنة حيث يقوم من النوم بساعة قبل طلوع الفجر فيبدأ بالعبادة والصلاة ، وكان مواظباً على قيام الليل والتهجد استمرّ عليه الى آخر عمره وكان يعتقد أن أفضل عمل مستحبّ هو قيام الليل والتهجد.
ونقل عنه ابنه الكبير انّه قال : انّي اتذكر بانّه لم يفته القيام في آخر الليل حتّى في أسفاره (٢).
وقال أحد أبنائه : انّه وفي احدى ليالي الجمعة في النجف الأشرف وبعد صلاة الليل أخذ بقراءة سورة ( يس ) فعندما وصل الى قوله تعالى : ( هَٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) كررها مراراً وتغيرت أحواله وهو يقول مكرراً ( اعوذ بالله من النار ) بحيث لم يمكنه أن يتمّ قراءة بقية السورة ، وبقي على ذلك الحال الى أذان الصبح (٣).
وقد وصف بانّه كان في الحقيقة يعتقد ويعمل بكل ما كتبه في كتابه مفاتيح الجنان من الأوراد والأذكار والأدعية والزيارات والأعمال وغيرها.
مراقبته لنفسه :
كان شديد المراقبة لحركاته وسكناته ويجهد أن لا يعمل عملاً إلاّ طبق رواية
__________________
(١) راجع كتاب ( حاج شيخ عباس قمّي مرد تقوى وفضيلت ) : ص ٦١ و ٦٢.
(٢) فضيلت هاي فراموش شده ( فارسي ) : ص ٨.
(٣) راجع المصدر السابق.