بإلحاح من آية الله
الشيخ عبد الكريم الحائري البقاء والسكنى في قم وتأسيس الحوزة العلمية المباركة
فيها ، وبعد اصرارهم وما كان من استخارته وقد كانت الآية الشريفة ( وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ
) وافق على
البقاء ، وتأسست بواسطة تلك المساعي الحميدة الحوزة العلمية في قم .
هجرته العلمية الى النجف
الأشرف :
وكانت النجف عاصمة العلم الشيعي من يوم
هجرة شيخ الطائفة ورئيسها الشيخ محمّد بن الحسن الطوسي ٣٨٥ ـ ٤٦٠ هـ. الى هذه
المدينة المقدّسة بعد حوادث سنة ٤٤٩ هـ. وذكر ابن الاثير في تاريخه في حوادث هذه
السنة أن (فيها نهبت دار أبي جعفر الطوسي بالكرخ ، وهو فقيه الامامية ، وأُخِذ ما
فيها ، وكان قد فارقها الى المشهد الغربي) .
وقال ابن حجر العسقلاني نقلاً عن ابن
النجار انّه ( احرقت كتبه ... واستتر هو ... مات بمشهد علي ... ) .
وذكر ابن كثير انّه ( احرقت داره بالكرخ
وكتبه سنة ثمان وأربعين ... ) .
وعن بداية هذه الجامعة العلمية الكبرى
تحدث المؤرخ الكبير المرحوم العلاّمة الشيخ اغا بزرك الطهراني فقال : ( ولما رأى
الشيخ الخطر محدقاً به هاجر بنفسه الى النجف الأشرف ، لائذاً بجوار مولانا أمير
المؤمنين عليهالسلام ، وصيّرها
مركزاً للعلم ، واخذت تشدّ اليها الرحال ، وتعلق بها الآمال ، وأصبحت مهوى رجال
العلم ، ومهوى افئدتهم ، وقام فيها صرح الاسلام ، وكان الفضل في ذلك لشيخ الطائفة
... ) .
نعم كانت النجف ( مأوى للعلماء ، ونادياً
للمعارف قبل هجرة الشيخ إليها ،