لو وزن هذا لم يزد
على هذا ، ولو وزن هذا لم يزد على هذا » .
وروي الكليني أيضاً في الكافي الشريف
بإسناده عن الحسن بن أبي سارة قال :
« سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : لا يكون المؤمن مؤمناً حتّى
يكون خائفاً راجياً ، ولا يكون خائفاً راجياً حتّى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو » .
قال المجلسي رحمهالله : (لابدّ أن يكون العبد دائماً بين
الخوف والرجاء لا يغلب أحدهما على الآخر اذ لو رجّح الرجاء لزم الأمن لا في موضعه
، وقال تعالى : ( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ
مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) .
ولو رجح الخوف لزم اليأس الموجب للهلاك
كما قال سبحانه : ( إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ
إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ )
.
وقيل : يستحبّ أن يغلب في حالة الصحّة
الخوف ، فاذ انقطع الأجل يستحبّ أن يغلب الرجاء ليلقى الله على حالة هي أحبّ إليه
اذ هو سبحانه الرحن الرحيم ، ويحب الرجاء.
وقيل ثمرة الخوف : الكف عن المعاصي ،
فعند دنو الأجل زالت تلك الثمرة فينبغي غلبة الرجاء.
وقال بعضهم : (الخوف ليس من الفضائل
والكمالات العقلية في النشأة الآخرة ، وانّما هو من الامور النافعة للنفس في الهرب
عن المعاصي ، وفعل الطاعات ما دامت في دار العمل. وأما عند انقضاء الأجل والخروج
من الدنيا فلا فائدة فيه.
وأما الرجاء فإنه باق أبداً الى يوم
القيامة لا ينقطع ، لأنه كلما نال العبد من رحمة الله أكثر كان ازدياد طمعه فيما
عند الله أعظم وأشدّ لأنّ خزائن جوده وخيره ورحمته غير متناهية لا تبيد ولا تنقص
.. ) .