هذه رمانة من رمّان الجنة ، لا يأكلها في الدنيا إلاّ نبي أو وصي نبي (١).
* وروى السيّد ابن طاووس في مهج الدعوات روايةً ظريفة بالاءسناد الى عبد الله بن سلمان الفارسي عن أبيه قال :
خرجت من منزلي يوماً بعد وفاة رسول صلىاللهعليهوآله بعشرة أيّام فلقيني علي ابن أبي طالب عليهالسلام ابن عم الرسول محمّد صلىاللهعليهوآله فقال لي : يا سلمان جفوتنا بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال لي : ياسلمان جفو تنا بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله فقلت : حبيبي أبا الحسن مثلكم لا يجفى غير أنّ حزني على رسول الله بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله طال فهو الذي منعني من زيارتكم فقال عليهالسلام ك يا سلمان ائت منزل فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله فانّها إليك مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة قد أُتحفت بها من الجنة ، قلت لعلي عليهالسلام : قد أُتحفت فاطمة عليهماالسلام بشيء من الجنة بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله ؟ قال : نعم بالأمس.
قال سلمان الفارسي : فهرولت إلى منزل فاطمة عليهماالسلام بنت محمّد صلىاللهعليهوآله ، فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها وإذا غطت ساقها انكشف رأسها ، فلما نظرت إليَّ اعتجرت ثمّ قالت : يا سلمان جفوتني بعد وفاة أبي صلىاللهعليهوآله قلت : حبيبتي أأجفاكم؟ قالت : فمه ، اجلس واعقل ما أقول لك.
إنّي كنت جالسة بالأمس في هذا المجلس وباب الدار مغلق وأنا أتفكر في انقطاع الوحي عنا وانصراف الملائكة عن منزلنا ، فإذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد ، فدخل علي ثلاث جوار لم ير الرّاؤون بحسنهن ولا كهيئتهنّ ولا نضارة وجوههنّ ولا أزكى من ريحهن ، فلما رأيتهن قمت إليهن متنكرة لهن فقلت : بأبي أنتن من أهل مكّة أم من أهل المدينة؟ فقلن : يابنت محمّد لسنا من أهل مكّة ولا من أهل المدينة ولا من أهلا الأرض جميعاً أننا جوارٍ من الحور العين من دار السلام أرسلنا رب العزة إليك يابنت محمّد إنا إليك مشتاقات.
__________________
(١) المناقب لابن شهر آشوب : ج ٢ ، ص ٢٣٠ ، باب ( في تحف الله عزّوجلّ له عليهالسلام). وعنه في البحارك ج ٣٩ ، ص ١١٨ ، ح ١.