وبالجملة فمع هذه الجلالة والشجاعة
والشدة والشوكة يصل به حسن خلقه الى أن يهينه رجل سوقي ويستهزئ به ، فلا يظهر في
جاله أي تغيير وتبدل ، بل يذهب لاى المسجد ويصلي ، ويدعو ويستغفر له.
واذا تلاحظ جيداً فانّ هذه الشجاعة التي
عنده وغلبه هوى أعلى مرتبة من شجاعة البدنية ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام :
« أشجع الناس من غلب هواه » .
* حكاية :
نقل الشيخ المرحوم في خاتمة المستدر في
ترجمة سلطان العلماء والمحقّقين وأفضل الحكماء والمتكلمين ، والوزير الأعظم ،
استاذ مَن تأخر وتقدم ، ذي الفيض القدسي ، حضرة الخواجة نصير الطوسي قدسسرهم :
انّ ورقة حضرت إليه من شخص ، من جملة ما
فيها : ياكلب ابن الكلب.
(فكان الجواب أما قوله : ياكذا ، فليس
بصحيح لأن الكلب من ذوات الأربع ، وهو نابح ، طويل الأظفار.
وأما أنا فمنتصب القامة ، بادي البشرة ،
عريض الأظفار ، ناطق ، ضاحك فهذه الفصول والخواص غير الفصول والخواص) .
وبهذا النحو أجاب ورقته ، وأرداه في
غياهب جب مهانته.
يقول المؤلّف : انّ هذا الخلق الشريف من
المحقق الجليل ليس ببدع ممّن قال في حقّه آية الله العلاّمة الحلي رضوان الله عليه
:
( وكان هذا الشيخ أفضل أهل عصره في
العلوم العقلية والنقلية ، وله مصنفات كثيرة في العلوم الحكمية والأحكام الشريعة
على مذهب الامامية وكان أشرف