يدخل العقل دماغا فيه التصديق بالمعصوم ؛ وقوله : «إذا ولغ الكلب فى إناء أحدكم فليغسله سبعا» (١) ـ أى إذا نكح الباطنى بنت أحدكم فليغسلها عن درن الصحبة بماء العلم وصفاء العمل بعد أن يعفرها بتراب الإذلال ؛ أو يقول قائل : النكاح لا ينعقد بغير شهود وولى. وأما قوله : كل نكاح لا يحضره أربعة فهو سفاح ـ معناه : أن كل اعتقاد لم يشهد له الخلفاء الأربعة : أبو بكر وعمر وعثمان وعلى فهو باطل. وقوله : لا نكاح إلا بولى وشاهدى عدل ، أى لا وقاع إلا بذكر وأنثيين ـ إلى غير ذلك من الترهات.
والمقصود من ذكر هذا القدر معارضة الفاسد بالفاسد ، وتعريف الطريق فى فتح هذا الباب ، حتى إذا اهتديت إليه لم تعجز عن تنزيل كل لفظة من كتاب أو سنة على نقيض معتقدهم. فإن زعموا أنكم أنزلتم الصورة على المعصوم فى قوله : «لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة» ـ فأى مناسبة بينهما؟ قلت : وأنتم نزلتم الثعبان على البرهان ، والأب ـ فى حق عيسى ـ على الإمام ، واللبن على العلم فى أنهار اللبن فى الجنة ، والجن على الباطنية ، والشياطين على الظاهرية ، والجبال على الرجال ، ـ فما المناسبة؟ فإن قلت : البرهان يقضم الشبه كما يقضم الثعبان غيره ، والإمام يفيد الوجود العلمى كما يفيد الأب الوجود الشخصى ، واللبن يغذى الشخص كما يغذى العلم الروح ، والجن باطن كالباطنية ـ فيقال لهم : فإذا اكتفيتم بهذا القدر من المشاركة ، فلم يخلق الله شيئين إلا وبينهما مشاركة فى وصف ما ؛ فإنا نزلنا الصورة على الإمام لأن الصورة مثال لا روح فيها ، كما أن الإمام عندكم معصوم ولا معجزة له ؛ والدماغ مسكن العقل كما أن البيت مسكن العاقل ؛ والملك شيء روحانى ، كما أن العقل كذلك. فثبت أن المراد بقوله : «لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة» (٢) ، معناه : لا يدخل العقل دماغا فيه اعتقاد عصمة الإمام. ـ فإذا عرفت
__________________
(١) متفق عليه.
(٢) رواه السبعة.