بعد بعض فيكمل فى السابع ؛ كما سنحكى معنى قولهم فى : الناطق ، والأساس ، والصامت.
وهذه المذاهب أيضا مستخرجة من مذاهب الفلاسفة فى النبوات ، مع تحريف وتغيير. ولسنا نخوض فى الرد عليهم فيه ، فإن بعضها يمكن أن يتأول على وجه لا ننكره ، والقدر الّذي ننكره قد استقصينا وجه الرد فيه على الفلاسفة (١). ولسنا فى هذا الكتاب نقصد إلا الرد على نابغة الزمان فى خصوص مذهبهم الّذي انفردوا به عن غيرهم ، وهو إيجاب التعليم وإبطال الرأى.
(الطرف الثالث) بيان معتقدهم فى الإمامة
وقد اتفقوا على أنه لا بد فى كل عصر من إمام معصوم قائم بالحق يرجع إليه فى تأويل الظواهر وحل الإشكالات فى القرآن والأخبار والمعقولات ، واتفقوا على أنه المتصدى لهذا الأمر ، وأن ذلك جار فى نسبهم لا ينقطع أبد الدهر ، ولا يجوز أن ينقطع إذ يكون فيه إهمال الحق وتغطيته على الخلق وإبطال قوله عليهالسلام! ـ [كل سبب ونسب ينقطع إلا سببى ونسبى] ، وقوله : [ألم أترك فيكم القرآن وعترتى؟!] ـ واتفقوا على أن الإمام يساوى النبي فى العصمة والاطلاع على حقائق الحق فى كل الأمور ، إلا أنه لا ينزل إليه الوحى ، وإنما يتلقى ذلك من النبي فإنه خليفته وبإزاء منزلته ، ولا يتصور فى زمان واحد إمامان ، كما لا يتصور نبيان تختلف شريعتهما ، نعم يستظهر الإمام بالحجج والمأذونين والأجنحة ، والحجج : هم الدعاة فقالوا لا بدّ للإمام فى كل وقت من اثنى عشر حجة ينتدبون فى الأقطار متفرقين فى الأمصار ، وليلازم أربعة من جملة الاثنى عشر حضرته فلا يفارقونه ؛ ولا بد لكل حجة من معاونين له على أمره ، فإنه لا ينفرد بالدعوة بنفسه ، واسم المعاون : «المأذون» عندهم ، ولا بد للدعاة من رسل إلى الإمام ، يرفعون إليه الأحوال ، ويصدرون عنه إليهم ، واسم الرسول : «الجناح» ، ولا بدّ للداعى من أن يكون بالغا
__________________
(١) فى كتابه : تهافت الفلاسفة.