إنّ أمير المؤمنين
نكب عيدانه بين يديه فوجدني أمرّها عوداً وأصلبها مَكسِراً ، فوجهني إليكم ، ألا
فو الله لأعصبنكم عصب السلمة ، ولألحونّكم لحو العود ، ولأضربنّكم ضرب غرائب الإبل
حتّى تستقيم لي قناتكم ، وحتّى يقول القائل : انج سعدُ ، فقد قُتل سعيد ...» .
الخطبة
الثانية : «أيّها الناس إنّي اريد الحجّ ، وقد استخلفت عليكم ابني هذا
وأوصيته بخلاف ما أوصى به رسول الله صلىاللهعليهوسلم في الأنصار ، إنّ رسول الله أوصى أن يُقبل من مُحسنهم ،
وأن يتجاوز عن مسيئهم ، وإنّي أمرته ألا يَقبل من مُحسنكم ، ولا يتجاوز عن مُسيئكم
، ألا وأنّكم ستقولون بعدي مقالة لا يمنعكم من إظهارها إلا مخافتي ، ستقولون بعدِي
: لا أحسن الله له الصحابة ألا وإنّي معجل لكم الجواب. لا أحسنَ اللهُ لكم الخلافة»
.
الخطبة
الثالثة : «سوطي سيفي ، فنجاده في عنقي ، وقائمه في يدي ، وذبابه
قلادة لمن اغترّ بي» .
خطبة
اخرى : وله خطبة اخرى
ذكر فيها من ألوان التهديد وأصناف الوعيد الشيء العجيب ، مصرّحاً فيها بأنّه لا
فرق عنده بين المعافى والسقيم ، وبين من يطيعه أو يعصيه ، فالمحسن والمسيء كلاهما
سيان ، وكأنّ الله تعالى لم يقل في كتابه الكريم : (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ
وِزْرَ أُخْرى) .
__________________