وفائدة إقحام لفظ اسم ما في ذلك من التعظيم لله عزوجل حيث كان من التيمن باسم الذات ، فكيف بالذات؟ و (الله) اسم
للواجب الوجود جل وعلا الحقيق بجميع المحامد ، و (الرحمن) اسم لذلك الجلال شرعا ، و
(الرحيم) كذلك ، فهما حقيقتان دينيتان عرفيتان منقولتان من وصف للمبالغة.
اعلم
: أن من ألّف مؤلفا
ينبغي له أن يقدم مقدمة تعين الطالب ، ويكون بها على بصيرة ، وبعضهم يذكر فيها
تعريف العلم وموضوعه وغايته واستمداده وحكمه ، وبعضهم يقتصر على الحد ، ونحن نذكر
تعريفه واستمداده والغرض منه وفائدته.
أما
تعريفه : فهو علم يعرف به
كيفية الاستدلال على واجب الذات وما له من الصفات.
واستمداده من
العقل بواسطة النظر في الآثار من أدلة الأنفس والآفاق ، كما قال تعالى : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي
أَنْفُسِهِمْ) [فصلت : ٥٣] وكذلك
النظر في كتاب الله عزوجل ، وما صح عن رسوله كما جاء في الحديث المرفوع : «من أخذ
دينه عن التفكر في آلاء الله والتدبر لكتاب الله والتفهم لسنتي زالت الرواسي ولم
يزل ، ومن أخذ دينه عن أفواه الرجال مال به الرجال من يمين إلى شمال وكان من دين
الله على أعظم زوال» والغرض منه الفوز بالسعادات الباقيات الدائمات.
وفائدته
: التمسك بأصل عرى
الإيمان لمعرفة الملك الديان ، وهو العلم به ، وما يجب له ويجوز عليه ، وما يتوسط
في أثناء ذلك من الزيادات لرابطة ما.
ثم
اعلم : أن كل علم يشرف
بشرف معلومه ، ويعظم نفعه بحسب الحاجة إلى مفهومه ، فمن هنا كان علم التوحيد رأس
العلوم ؛ لأن معلومه الله الحي القيوم ، ولأنّ به
__________________